في بلد صغير كالكويت، سلط الله علينا الجدل والقيل والقال وقلة الحال، فالحكومة أو مجلس وزرائها المهيمن على مصالح البلاد لم يهيمن إلا على مصالح أفراد قلائل، فلا تجد جهة حكومية إلا وتلقي باللوم على جهة أخرى، انظروا إلى الكوارث القريبة، حريق ثم حريق ثم حريق… انظروا إلى الأغذية ومن يشتكي هم أعضاء المجلس البلدي ذاته لعدم تطبيق القانون، محطة مشرف مازالت معطلة، ومازالت المياه الملوثة تلقى في البحر وعلى بعد أمتار قليلة من منزل رئيس وزراء الكويت في المسيلة.
رمل يسرق، أراض تغتصب، كهرباء تقطع، أموال عامة لا تحصل، طيران متهالك، خدمة صحية متأخرة، عقود مشبوهة، أعمال متأخرة، كوادر زائدة، عمالة أجنبية متضخمة، بطالة مقنعة، وبطالة أكثر متوقعة، استثمارات هائلة إدارتها سيئة، إن لم نقل كلمة أكبر!!
أموالنا توزع على أعدائنا وعلى أصدقاء أعدائنا، أو على الأقل لمن يحسدنا ويتمنى زوال نعمتنا، انشغلنا بالبصقة وصاحبها، ونسينا من ضربنا على خدنا الأيمن سنوات طوالا! نهاجم أنفسنا، ننتقد جماعتنا، نتطاول على رموزنا، ولكننا «عبّود» على غيرنا.
دولة صغيرة، أموالها كثيرة، آراء بينها متخالفة ومتعارضة، العالم يسير الخطى من حولنا ونحن نترحم على ماض مضى بناسه وأهله، وحاضر يتمزق أمام أعيننا، ومستقبل مظلم صنعناه بأيدينا.
من يوّجه من؟ ومن يفرض أولوية الحل؟ ومن هو المطالب بحماية رقعة جميلة وصغيرة في هذا العالم.. تسمى الكويت.. صحيح من يوّجه من؟ بل أن السؤال الصحيح، لمن نتوجه نحن؟
للرقيب كلمة:
ردا على الوحدة المقترحة بين السعودية والبحرين، أتوقع أن تعلن إيران والعراق وحدة اندماجية فورية… حتى يختلط الشبزي بالدولمة؟!
إنها التراجيديا السياسية.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق