حذر محللون ماليون متداولي سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) من مغبة اعتماد قرارتهم الاستثمارية شراء أو بيعا على المعلومات المتداولة عبر وسائل الاتصال الاجتماعي كتويتر وفيس بوك ومنتديات اقتصادية تبث معلومات خاطئة من مضاربين محترفين.
وقال المحللون في لقاءات متفرقة مع (كونا) اليوم إن البورصة وسط ارتفاعاتها المتوالية تتطلب اقصى درجات الحيطة لاسيما ان الطفرة التكنولوجية في سرعة تداول المعلومات باتت تزداد وتيرتها بخلاف فترة ما قبل الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وذكروا ان هذا الامر يجعل المستثمرين عرضة لمخاطر اكبر في حال استمرار تصاعد المؤشرات دون حركات تصحيحية تؤسس لمرحلة أكثر صلابة ملقين باللوم على المتداولين الذين يبحثون عن المعلومات بصور غير منطقية من أجل جني ارباح سريعة بتجولهم في مواقع ومنتديات تديرها شريحة من المضاربين الأفراد المحترفين.
واوضحوا أن هؤلاء المضاربين يستغلون غياب الدور الرقابي عما يكتب فيها ما يمهد الى ارضية خصبة لاطلاق الشائعات حول بعض الشركات وتصديقها وتمريرها من مستثمر الى آخر فتصبح حقيقة وهمية بين شرائح المستفيدين.
من جهته دعا المحلل المالي سليمان الوقيان المستثمرين الى الاعتماد في معلوماتهم على الشركات نفسها صاحية المعلومات او عبر الموقع الرسمي للسوق او قراءة التحليل الفني للشركات المعروفة أو سؤال المحللين المعروفين حتى لا يقع في شراك المعلومة غير الصادقة التي قد تنشر عبر وسائل الاتصال الاجتماعي او المنتديات.
وقال ان على الجهات ذات الاختصاص تحديث اللوائح والتشريعات التي تجرم من يروج لمعلومات خاطئة بهدف الاستفادة منها لاسيما تلك التي يطلقها بعض المضاربين عبر مواقع تويتر او فيس بوك لافتا الى ان المستثمر عليه أن يعي تماما ان قراره بالشراء او البيع لا بد ان يتم بصورة فنية ومهنية ولا ينساق وراء من يبث اخبارا قد تكبده الخسائر.
وذكر ان بعض المستثمرين يستسهلون مسألة الحصول على المعلومات بأي طريق حتى وان كانت نسبة المخاطرة في استخدامها كبيرة ما يجعلهم عرضة للعمليات المضاربية التي تتم بصورة يومية في سوق الكويت للأوراق المالية.
من جانبه دعا المحلل المالي عدنان الدليمي المستثمرين الى توخي الحيطة والالمام بالتوعية الاستثمارية اللازمة عند الدخول الى وسائل الاتصال او المنتديات لاسيما في ضوءل وجود اختراقات بمعلومات مغلوطة تبث عبر مواقع تويتر وفيس بوك بأسماء مستعارة “وقد تستهدف اشخاصا بعينهم وشركات محددة الأمر الذي يستلزم الحذر”.
وأوضح الدليمي ان بث اخبار عن شركات معينة بصورة مستمرة قد يفقد المستثمر الذي يدخل تلك المواقع توازنه الاستثماري ويؤثر على قراراته “مثلما حدث في الأيام الأخيرة التي شهدتها البورصة وحققت من خلالها ارتفاعات قياسية واستفادت منها فئات دون اخرى”.
وأضاف أنه لا بد من آلية للمتابعة والاشراف لاسيما من هيئة اسواق المال وادارة البورصة حتى لا يكون هناك جدل بين اوساط المتداولين وتأصيل لفكرة ان السوق الكويتية سوق افراد لا مؤسسات.
واشار الى ان بعض المحللين يندفعون في بث المعلومات وتبني وجهات نظر معينة ما يجعلهم يخرجون عن الحيادية ويروجون لاسهم معينة “فهم يخولون لأنفسهم حقا ليس لهم بقصد او من دون قصد” موضحا ان هذا النهج يضر ولا يفيد لأن فيه نوعا من الرهان.
ودعا الى فرز كل ما يكتب على تويتر وفيس بوك وغيرهما من المواقع والمنتديات مطالبا المغردين بعدم زرع الشك بين المستثمرين او جعلهم يفقدون الثقة في الوسائل التكنولوجية الحديثة.
من جهته قال المحلل المالي ميثم الشخص انه لاستقصاء المعلومات وانتقائها لابد من توافر عدة شروط لاسيما اذا كانت تلك المعلومات متعلقة بشركات مدرجة في اسواق المال مبينا ان من تلك الشروط ضرورة معرفة مصدر المعلومة والتأكد من مصدر ذي ثقة والتحقق من مدى ملاءمة المعلومة للوضع الحالي الى جانب معرفة اثرها على الجوانب المالية والفنية.
ودعا الى معرفة أثر اي معلومة في القطاع المدرجة فيه الشركة وكذلك أثرها بالنسبة للسوق واخيرا البعد المستقبلي الذي ستتركه هذه المعلومة مضيفا ان ذلك كله “عوامل لابد لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من ادراكها قبل استخدام المعلومات المتوافرة”.
وأشار الى أمر آخر يتعلق بكل هذه النقاط يتمثل في الاعتماد على مصدر المعلومة وامكان اتاحتها وفقا لخبرات مصدرها للخروج باستنتاج أم انها مجرد تكهنات الهدف منها الانتشار ثم تفتقد المعلومة سمة الحصرية وتقل اهميتها مع مرور الوقت.
واشار الى خطورة مجهولية المصدر حتى وان كانت المعلومة صحيحة حيث من الممكن ان يقودها مضاربون بعد ان يكونوا قد استفادوا منها داعيا الشركات المدرجة الى ان تنتهج اساليب حديثة عبر وسائل الاتصال مع المساهمين حتى لا يقعوا في فخ المعلومات المغلوطة
قم بكتابة اول تعليق