ذعار الرشيدي: “الداو” تسلل سياسي واضح

يقول رجال الجمارك دائما ان ما يحبط تهريبه من ممنوعات لا يشكل سوى ربع ما يدخل البلد فعليا سواء كانت خمورا أو مخدرات.
■ ■ ■

ولو قمنا بتطبيق هذه القاعدة «الجمركية» على فساد السرقات والاستيلاء على المال العام، لأمكننا القول بغير دليل ان ما يكشف من سرقات وتجاوزات على المال العام لا يشكل سوى ربع حجم السرقات الحقيقية التي تنهب خيرات البلد.

■ ■ ■

المصيبة أنه حتى هذا الربع المكشوف يخضع للمساومات السياسية في أغلب حالاته، فما من قضية تكشف إلا ويستغلها نائب سابق أو حالي ويلوح بها، وكتلة سياسية تتاجر بها، وقطب سياسي يحفظها ويقلل من أهميتها من أجل أن يعيد إحياءها مجددا في وقت يتلاءم مع احتياجاته، بالكويتي الفصيح جدا، وبالعربي الأكثر فصاحة، ربعنا يتاجرون بالفساد، ربعنا دون استثناء شامل يتاجرون بقضايا التجاوزات على المال العام، الداو مثلا تطرح كقضية هدر واضح للمال العام، ظلت حبيسة الأدراج، رغم أن الجميع، الكبير قبل الصغير، يعلم بصدور الحكم ويعلم أننا ملزمون منذ صدور الامر بدفع المليارين وكم مائة ألف دولار، ولكن فجأة ضربت الصحوة الجميع داخل وخارج المجلس وجردوا سيوف حميتهم من أغماد الغفلة وبدأوا بالضرب.

■ ■ ■

وعندما يقف الشخص موقف المتفرج الحيادي من القضية، سيكتشف وجود تسلل سياسي واضح لم يلحظه الحكم ولا الجمهور ولا اللاعبون، ولكن وبإعادة شريط بداية إثارة الأزمة مؤخرا سنكتشف أنها أثيرت لسببين الأول: ضرب المعارضة ببعضها خاصة بين «حدس» و«الشعبي» من جهة وضرب المعارضة ككل من جهة اخرى وذلك عبر اتهامها بأنها كانت سببا رئيسيا في هذه الغرامة المليارية وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وبالعودة إلى المحاضر منذ بدء أزمة الداو سنكتشف أن المسؤول لا الحكومة ولا النواب بل مجموعة من «النفطيين» والذين يعملون لا لصالح الحكومة ولا لصالح النواب بل لصالح جهات أخرى أو ربما لصالح أنفسهم، وهذا أمر بحاجة إلى تحقيق شفاف جدا لمعرفة كامل الحقيقة.

■ ■ ■

السبب الثاني لإثارة القضية في هذا الوقت بالذات هو ضرب حكومة جابر المبارك، لا ضرب الحكومة، بل ضرب حكومة جابر المبارك، أكرر السبب الثاني لإثارة القضية هو ضرب حكومة جابر المبارك عبر استهداف وزرائه، وعموما، إذا كان الهدف هو وزير النفط هاني حسين فلمَ لم تعترضوا على تعيينه منذ تشكيل الحكومة؟! ولم لم تثيروا قضية الداو قبل صدور أمر دفع الغرامة؟!

■ ■ ■

إذن، أي شخص يقول لي من الآن فصاعدا ان إثارة هذه القضية أو أي قضية فساد أخرى الهدف منها هو الصالح العام، فسأضع إصبعي في عينه، واقول له أعطني لصا مليونيا واحدا ذهب إلى السجن.

■ ■ ■

توضيح الواضح: وأخيرا أصبح لدينا وزارة شباب، وأعظم إنجازاتها حسب الواقع المعلن أنها تبحث عن شعار لها عبر مسابقة، الاخوان 3 أشهر يدورون شعارهم، أبي إذا بينجزون أمر حيوي جم يبي لهم… 30 سنة؟!

waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.