كما أعلم انا وغيري ان مهام الحرس الوطني هي عسكرية قتالية حراسية أمنية للبلد، ولكن لم اعلم ان هناك من يقوم بتطوير وتحديث آلية العمل في الحرس الوطني، ويزيد على مهامه مهام اخرى وتطورا غير مسبوق بهذا الجهاز المهم في الدولة، واصبح من الروافد المساندة لمستقبل البلاد في التطوير المهني للشباب.
وعندما اذكر هذا الانجاز، ليس اطراء او تفاعلا عاطفيا مع هذا الحدث، انما هو اعجاب في اضافة عمل هذا الجهاز في تطوير نفسه اكثر من اغلب المؤسسات الحكومية التي يجثم فوقها الجهل والكسل وتكدس القرارات وحرمان طاقات الشباب من فرص الابداع!
ان هذا الانجاز بدأ في الحرس الوطني في اختيار منتسبيه بعيدا عن المحسوبية والواسطة، ومعياره الكفاءة والقدرة على العطاء والالتزام بالعمل هو الاساس، وعلى عكس الوزارات والمؤسسات الحكومية التي لاتزال تعشش فيها الفوضى والمحسوبية والواسطة.
وما قام به الحرس نحو وطنه وابناء وطنه في اقامة دورات مكثفة وذات قدرة عالية في تدريب الخريجين الذين ينتظرون على ابواب الخدمة المدنية لنيل الوظيفة وللمشاركة في هذه الدورات مثل الكهرباء او الكمبيوتر او النجارة وغيرها ممن يحتاجهم الوطن في هذا الوقت في تنمية سوق العمل الكويتي واثرائه.
اذن ما مدى مسؤولية الحرس الوطني في تبني هذه الدورات وتطوير فكر الشباب وارساء بعض المهن التي تساعده على التأهيل العام للمستقبل بنظري هو الحس الوطني لهذا الجهاز ومن يقوم بادارته.
في المقابل للاسف نجد الحسرة والالم في كثير من الوزارات والمؤسسات الحكومية لتخاذلها في اتخاذ اي خطوات نحو التطوير والابداع وعدم اتاحة الفرصة للشباب في تبني افكارهم.
ان العمل الذي قام به الحرس الوطني في اعطاء الفرصة للصف الثاني في تبوؤ المراكز القيادية هو التطور المثالي الذي يجب ان يُحتذى في جميع الوزارات والمؤسسات.
لهذا أتمنى على مجلس الوزراء ان يحدث زلزالا بسبع درجات، ويزيل جميع العقول المترهلة المتهالكة التي تعدت سن اليأس واستبدالها بعقول شابة جاهزة للتطوير والبناء…. اللهم آمين وسلامتكم.
بدر ناصر الحميدي
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق