سررت كثيراً حين سمعت خبر فوز أحد الشباب الكويتيين بروايته في الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2013. هذا الخبر سلط الضوء على مساحة كبيرة من النشاط الكويتي، الذي يبدع فيه الكثير من شبابنا وشاباتنا في السنوات الأخيرة.
ففي معرض الكتاب من كل عام يجد المرء العديد من الروايات المكتوبة بأقلام شبابنا.
حين قرأت الرواية الفائزة «ساق البامبو» للروائي سعود السنعوسي شدني أسلوبها المتسلسل في سرد الأحداث وسلاسة التعبير وجمال التصوير وكأنك تعيش معه تلك الأجواء المروية.
وتتحدث الرواية عن بعض الأوضاع الاجتماعية التي تحدث في الكويت، ويقترب منها المؤلف بأسلوبه العذب ويتناولها رغم صعوبتها بطريقة تجعلك تشارك أبطالها همومهم وآهاتهم، وبالأخص بطل القصة «عيسى»، ابن الشهيد الكويتي وأمه الفلبينية، وكيفية تعامل عائلة والده معه كونه ابن الفلبينية العاملة في بيتهم، وتعيش لحظات المعاناة مع عيسى لحظة بلحظة.
كما يسلط الضوء على شخصية «غسان» صديق والد عيسى، الذي يرافقه في بداية مجيئه الكويت، وهو شاب بعد أن ترك أمه في الفلبين.
وغسان هذا هو من غير محددي الجنسية، وهي قضية أخرى تحاول الرواية تسليط الضوء عليها.
معاناة عيسى الكويتي الأب، الفلبيني الأم، يعيشها قارئ الرواية، وهو يصطحبه في رواحه ومجيئه، فيعيش المعاناة النفسية والألم والمفارقات في مجتمع قد لا نشعر بها نحن الكويتيين، لأننا لا نعاني ما يعانيه أبناء هذه الطبقة.
رواية جادة تجعلك تشعر بأن في الكويت معاناة إنسانية لابد من تسليط الضوء عليها، كي نجد حلولاً لها.
والرواية إذ تقترب من هذه الساحة بأبعادها الإنسانية والعائلية والاجتماعية، فإنما تريد أن تعكس أحد الهموم المغيبة التي لا يعيشها إلا أهلوها، أما «ساق البامبو» وهو الاسم المهم للرواية فهو اسم تلك الشجرة التي تنمو أينما وضعتها، وان كان في وعاء فيه قليل من الماء.
وأخيراً يضطر عيسى الكويتي أن يغادر بلاد والده الكويت لعدم قبول أهلها له، ويعيش في بلاد أمه الفلبين ويكوِّن عائلة جديدة هناك، لأن الحياة لابد أن تواصل سيرها ودوامها مهما زادت حولنا المشاكل أو الصعاب.
د. عبدالمحسن يوسف جمال
ajamal2@hotmail.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق