إقبال الاحمد: كفى.. طفح الكيل


كفى.. طفح الكيل… جملة قوية اصدرها جمع من الشباب الرائع.. وجوه شابة تبشر بالخير يجمعها التفاؤل وحب البلد والاصرار على تغيير الواقع الذي نعيشه، والذي يجثم على صدورنا اسود ثقيلا خانقا.. فئة واعية متحمسة بدأت تتحرك، بعد ان عاث آخرون في الارض فسادا.

الكويت في خطر… كلمة اجمع عليها حضور اول مهرجان خطابي تقيمه حركة المبادرة الوطنية.. والكل اجمع ايضا، كل الحضور، الذي لاحظت تمازجه بتنوعه واجماعه على محبته للكويت… جموع من الشباب الذي نتوسم فيه خير هذا البلد.. شباب اصر ويصر انه هو من سينقذ البلد الذي اختطفته قلة باسم الدين والقبلية والطائفية.

وليسمح لي من حضر وتحدث في ذلك اللقاء الذي حقنني بإبرة منشطة لمستقبل بلدي.. وبمن اعطاني فوطة امسح بها سواد غبش رؤيتي لسماء مفتوحة رحبة مملوءة بالغيوم الجميلة التي تخفي الشمس لحظة، وتدفع اشعتها بكل قوة لنا لحظات اخرى.. ليسمحوا لي ان اردد ما قالوه واقتطع اجزاء من كلماتهم الطيبة في ذلك الجمع الرائع.. من دون ان انسب لهم القول.

بس يابحر… اول فيلم كويتي عبر عن صعوبة الحياة في الكويت آنذاك… اما اليوم فكل الشعب الكويتي يصرخ… بس يا مجلس الامة… كفى قتلا فينا… كفى استهزاء فينا بهذا النهج الذي تديرون به مجلس الامة اليوم..اسفاف واحتقار واستهزاء وبذاءة في الكلام من دون اي انتاج يذكر.

من اوصل الجويهل الى ما قام به من عمل كلنا نستنكره ونرفضه بكل قوة…من اوصله الى ان يستسهل ان يقوم بذلك؟… من جرأه على ذلك؟… من هيأ له ان مثل هذه الممارسات الخطأ والمرفوضة بالكامل لدى المجتمع الكويتي الاصيل والحقيقة امر يمكن ان يمر مرور الكرام، ويمكن ان يعبر كما عبرت اسفافات اخرى في هذا المجلس.

عندما اقتحمت جموع الابطال المزيفة من اعضاء مجلس الامة المجلس، وقاعة عبد الله السالم بشكل مقزز ومخيف ومرفوض… هناك من لم ير في الموقف خطأ بحجة اننا يجب ان نسأل انفسنا.. من اوصل النواب ومن معهم من الشباب الى الاقتحام… قبل ان نحاسب هؤلاء.. ومن ثم علينا ان نجيب عن هذا السؤال.

والشيء نفسه يجب ان يطبق ايضا على ما حصل من النائب الجويهل الذي اؤكد مرة ثانية وثالثة انني ممن يطالبون بتطبيق اللائحة عليه، اذا ما ثبت انه قام بهذا العمل المشين بحق النائب المطر او غيره… ولكن لماذا حصل هذا… واين المسبات والقذف والكلام السيئ الذي قيل قبل هذا الحدث من نواب آخرين… أين ما قيل عن الجويهل في الجلسة نفسها من بعض النواب، وعن اسطح العميرية وغيرها… أليس ذلك يعادل ما قام به الجويهل ان لم يزد عليه؟

اين رئاسة المجلس التي كنا نعول عليها كثيرا كثيرا..ولكنها للأسف خذلتنا، لأننا وجدنا فيها وجها آخر مزدوجا لم نتخيل يوما من الايام انها ستلبسه، لانها اصبحت تحت رحمة من هم يبدو انهم الاقوى منها.

تلك الجلسة للاسف عرضت كاملة من دون شطب اي كلمة… في الوقت الذي تعودنا من الجلسات المحترمة ومن خلال رئاسة السيد جاسم الخرافي ان تشطب كل كلمة تمس اي انسان او اي كلمة غير لائقة… اين رئاسة السعدون او السلطان لم تطلب شطب كل تلك الكلمات التي نخجل حتى من كتابتها، وليس ذكرها فقط.

ثم ما قصة رئاسة السلطان لأكثرية الجلسات في الوقت الذي يغيب فيه السعدون عن هذا الكرسي… واذا عدنا للمجالس التي كان العم السعدون يرأسها سابقا… فقد كنا نادرا ما نرى احدا غيره على كرسي الرئاسة… اما في هذا المجلس وبعد عودته رئيسا فما يحصل العكس… هل هذا جزء من اتفاق ما تم لاتمام صفقة ما… لا اعلم والله.

في دراسة ذكرت في ذلك الجمع الطيب بالمهرجان الخطابي مفادها ان 92 في المائة من المتحدثين او المتكلمين بالمجلس تتم مقاطعتهم بطريقة تهكمية… وهذا ايضا لم نشهده في المجالس السابقة التي كنا نسعد ونفخر ونزهو لمشاهدتها… ايام اول… وهذا ايضا امر يتحمله رئيس المجلس.. الذي كنا نتوسم فيه الكثير الكثير.. ولكن للأسف.

كلمة قالها احد المتحدثين ورددها الحضور ونرددها جميعا بكل قوة، واقولها انا هنا في هذه الزاوية.. الكويت ابقى منكم كلكم يا نواب التأزيم، وابقى من ديموقراطيتكم المشوهة.. ديموقراطية نحن ولا احد غيرنا..ديموقراطية حرام عليكم وحلال علينا.. ديموقراطية تبون ولا طقوا راسكم بالطوفة… ديموقراطية البقاء للاعلى صوتا والاكثر بذاءة…الكويت ابقى منكم كلكم.. لذا سنرفضكم كلكم… وسنبيعكم كلكم بابخس الاثمان..من اجل هذا الوطن الغالي.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

1 Comment

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.