فاطمة حسين: بين المسرّة والقلق

شكرا وألف شكرا وألف اخرى فوقها لكل من استقبل مقال الاسبوع الماضي استقبالا دلني على كمية الدفء الذي تحمله تلك القلوب من حولي.
اسمحوا لي ان ابدأ اليوم كذلك بالمسرّات قبل الوصول الى القلق فلعل المسرة تزحزح القلق من مكانه فيسقط على اعتابها مغشيا عليه.
1- لنبدأ اذن بمؤسسة الكويت للتقدم العلمي، هذا الصرح الرائع الذي تعاونت الدولة بإنشائه مع تجار الكويت ومازالت منذ سنوات ونحن نسمع عن انجازاته وجوائزه لكن ما وصل الى الكويتيين منها كان بعض رذاذ، لكنها اليوم تقدم الجائزة الهندسية الالكترونية لطلاب وطالبات كلية الهندسة والبترول في جامعة الكويت برعاية عميدها د.حسين الخياط وامين عام الجائزة الالكترونية منار الحشاش والمشاريع المبتكرة تخضع لشروط خاصة بالتصميم وبامكانية تطبيقها على ارض الواقع وفق معايير عالية الجودة والابداع العالمية.
2- منظمة الصحة العالمية تمنح جائزة (2013) والمقدمة من دولة الامارات للدكتورة الكويتية ليلى بستكي لمساهمتها الايجابية في بحوث وادارة الاضطرابات الوراثية وتوسيع تقديم الخبرة في الكويت في مجال فحص المواليد الجدد لاكتشاف تلك الاضطرابات وبتعاونها مع مراكز امريكية واوروبية لتحقيق ذلك.
تقول د.ليلى لقد اسعدني التصفيق عند ذكر اسم دولة الكويت.
3- في مجال الحراك الشبابي اسعدني الحرص على التوعية في مجال نشر الفكر القانوني والقضائي بعقد ندوة حول (التنظيم القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي) في معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية وفي هذا حصن منيع لشبابنا يحفظهم من الوقوع في شباك التواصل الالكتروني حماية لانفسهم من الوقوع في غياهب الجهل، أو طائلة القانون.

أما القلق!!!

فإنه من تنامي الاستناد الى القبيلة ورفع علمها اعلى من علم الكويت.
لا اظن ان بين اهل الكويت – أهلنا – نبت صحراوي – بلا بذر ولا جذر – كلنا أبناء عائلات وقبائل لكننا كأناس حضاريين نذوب او نذوّب انفسنا في بوتقة الوطن خاصة ونحن العرب اصحاب مقولة:
ليس الفتى من قال هذا ابي
ان الفتى من قال هذا انا
قرأت: نظم القائمون على ديوان احدى القبائل الكريمة حفل تكريم للسفراء والدبلوماسيين والخريجيين الجدد من ابناء القبيلة الكريمة يتوسطهم شخص بارز يحمل الدكتوراه.
هو خبر اجتماعي مبهج ولاشك لكن التخصيص القبلي يحمل نفسا اقل ما يمكن ان اقول عنه بأنه ليس مواكبا للدولة الحديثة.
لكل منا ايها الاخوة الكرام له منبت وله جذور وله عزوة لكننا لا نحملها عاليا في زمن يتحول فيه العالم اجمع الى قرية صغيرة.
ان المواطنة الحقة تفرض علينا الذوبان وسط هذه الارض الطيبة (الكويت) وتحت علم واحد وامير واحد ودستور واحد وقوانين تحفظ الصغار منا والكبار دون انكار ولا تنكر للجذور فالمنبع مهم على ان لا يصبح قيدا ولا سقفا احتمي به ولا تحكما ارفعه زهوا لان المنبع هو مصدر عز واعتزاز ذاتي يجب ان يبعد عن التباهي الى قيمته الحقيقية في التواصل ضمن الدائرة الخاصة بعيدا كل البعد عن الاعلام.
الكويت كل الكويت هي عائلات وقبائل تعالوا نتصور ماذا يمكن ان يحدث لنا لو كل واحد اعلن استقلاله عنها وفضل العيش تحت مظلته القبلية الخاصة ماذا يمكن ان يحدث للوطن؟؟؟
سوف اختم بقول ذي شقين:
1- اولهما لست كثيرة الاعجاب – الشخصي – بتسمية رؤساء القبائل (امراء) لان في الكويت اميرا واحدا فقط وقبائل الكويت منذ الصغر ونحن نعرف ان كبيرهم لا يمسى اميرا بل (الكبير) او (الشيخ) ومسمى امير سمعناه فقط عند الاردن وسورية وربما بعض مناطق من المملكة العربية السعودية.
2- التباهي بالمناصب والشهادات لا يصنع الانسان المواطن اذ قد يكون سبيلها المجاملة او المحاصصة او تبادل المصالح فالمواطنة الحقة هي علم وعمل جاد ورقي في الاخلاق المهنية والاجتماعية والاخلاص لله وللوطن وللامير.

فاطمة حسين
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.