العم أحمد عبدالوهاب المفلح في ذمة الله

ودّعت الكويت أمس العم أحمد عبدالوهاب المفلح الذي غيبه الموت عن عمر يناهز الـ 83 عاما بعد حياة حافلة بالعطاء الوطني المشهود.

والعم أحمد عبدالوهاب المفلح ـ رحمه الله ـ من الرعيل الأول الذين بنيت الكويت على سواعدهم الأمينة، وقد ولد عام 1930 في سكة عنزة بجبلة، وكحال جيله تعلم في كتابها ومدارسها متدرجا حتى نال شهادة المحاسبة، وتدرج في كثير من الأعمال وتقلد عدة مناصب، وكان خلالها أحد أبرز المساهمين الأساسيين في صناعة تاريخ الكويت وبناء الدولة في مرحلة ما قبل النفط وبعده.

أجمع أهل الكويت على محبته (رحمه الله)، وكان ديوانه في منطقة الفيحاء التي سكنها أولا ثم انتقل الى منطقة الخالدية خير دليل على التفاف أهل الكويت الكرام حول مجلسه في ديوانه كل أربعاء، فقد كان رجلا كريما معطاء اشتهر بين أهله بالحكمة والعمل النافع لأسرته ووطنه.

وعندما جاء الغزو الصدامي للكويت في الثاني من أغسطس كان ـ رحمه الله ـ متواجدا في لندن وتحرك مع اخوانه في تسيير المظاهرات لرفع صوت الشعب الأبي ضد الاحتلال الصدامي الغاشم.

العم المرحوم، بإذن الله تعالى، أحمد عبدالوهاب المفلح كان شخصية فذة نشأت في بيت محافظ قادم من نجد من مدينة الزلفي، ويتميز أهل هذه المنطقة بالتدين والكرم، وعرف بتدينه وتكريس حياته لخدمة مواطنيه توجيها وإرشادا وإحسانا ماليا ودعما ماديا ومعنويا وكان صاحب مسؤولية تجاه أهله ومعارفه ومواطنيه الذين أحبوه والتصقوا به لأنه من أهل الخير والفلاح، ووظف مكانته وجهده وماله لخدمة أبناء وطنه فأعان الفقراء والضعفاء، وهذا كله غيض من فيض من مظاهر كرمه وجوده، وكان ـ رحمه الله ـ لا يحب ان يظهر ما يبذله على أصحاب الحاجات والأسر المتعففة والمحتاجين.

مسيرة عطاء العم أحمد عبدالوهاب المفلح أكبر من ان تحصى لأدواره المتعددة في أكثر من مجال.

وبهذه المناسبة الأليمة الحزينة تتقدم أسرة «الأنباء» الى ذوي الفقيد الكبير بأحر التعازي، سائلين المولى عز وجل ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمهم الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.