حمزة عليان: عقدة الروس مع الكويت

استفادت موسكو ماليا من الكويت في أزمة 1963 وفي نكبة 1990، واستخدمت الفيتو ضد طلبها الانضمام الى الهيئة العامة للامم المتحدة.. والحل كان بواسطة السفير الغصين.

العقدة التي حالت دون انضمام الكويت للامم المتحدة في المرة الاولى هي ارتباط السوفيت بالعراق ومصالحه هناك، وعقدت المجموعة اتفاقيات عسكرية واقتصادية معه اثناء حكم عبدالكريم قاسم، وهذا ما جعلهم يرفضون منح تأشيرة دخول لاعضاء وفد الصداقة الكويتي الى موسكو في الايام الاولى من الاستقلال، وامتناعه عن استقبال اي زائر او الالتقاء به في سفارات موسكو في الخارج.

يروي السفير طلعت الغصين في كتابه «خمس جنسيات والوطن واحد» قصة اعتراف السوفيت بدولة الكويت، واول لقاء له مع السفير اناتولي دوبرنين في واشنطن بدار السفارة يوم 1963/2/15 وهو القائم بالاعمال والوزير المفوض من قبل حكومة الكويت في واشنطن وسكرتير سابق لأمير البلاد الشيخ عبدالله السالم الصباح.

حيث شرح له مواقف الكويت وسياستها الخارجية القائمة على الحياد، علما بانها كانت تستورد كميات كبيرة من البضائع من الدول الاشتراكية.

السوفيت استخدموا حق النقض (الفيتو) ضد الطلب الذي قدمته الكويت للانضمام الى هيئة الامم المتحدة، واتخذوا موقفا مؤيدا لمطالب عبدالكريم قاسم في الكويت.

يشير السفير الغصين الى انه توصل الى اتفاق مع السفير اناتولي دوبرنين وقع يوم 11 مارس 1962 واذيع في اليوم الثاني بدار السفارة الروسية في واشنطن تبادلا بموجبه مذكرتين بخصوص تبادل التمثيل الدبلوماسي.

تطورت العلاقات بين البلدين في مرحلة ما بعد التمثيل الدبلوماسي، وكانت اول زيارة لمسؤول كويتي رفيع في حينه لوزير المالية الشيخ جابر الاحمد الصباح في نوفمبر عام 1964، ووقع الطرفان اتفاقيات للتعاون ترجمت في شهر فبراير 1965، وكانت اول اتفاقية تعاون اقتصادي وفني اوفدت موسكو بموجبها خبراء من الاطباء وعلماء الاسماك وبنائي السفن والمدربين الرياضيين الى الكويت.

وتوالت الاتصالات والزيارات وتوطدت العلاقات في مختلف المجالات، واول صفقة اسلحة تم ابرامها كانت عام 1977 بقيمة 400 مليون دولار تقريبا، تضمنت صواريخ ارض جو من طراز سام 7، ثم عقدت صفقة ثانية عام 1984 تزيد قيمتها على 325 مليون دولار لشراء انظمة دفاع جوية.

عام 1987 تم توقيع عقد قرض مشترك بقيمة 150 مليون دولار اميركي لمصلحة بنك الاتحاد السوفيتي للتجارة الخارجية، وهي اول بلد عربي يقدم القروض الى الاتحاد السوفيتي، ثم مبلغ 300 مليون دولار عام 1988، وفي ذروة الاحتلال العراقي للكويت، حصلت موسكو على قرض بمبلغ مليار دولار، وكان بعد التحرير عندما كشف وزير المالية الكويتي في حينه السيد ناصر الروضان ان بلاده انفقت 1100 مليون دولار الى الاتحاد السوفيتي، وذلك تقديرا لمواقفه من قضية الكويت العادلة على حد تعبيره.

وبذلك تكون موسكو استفادت ماليا من الكويت اثناء ازمة 1963 وفي نكبة 1990 وفي هذا تبيان للحقيقة والتاريخ.

حمزة عليان
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.