رواية من كلاسيكيات الأدب الأمريكي، يعود تاريخ نشرها الى عشرينيات القرن الماضي، للكاتب فرنسيس سكات فيتزجيرالد، سطورها تروي قصة حب، تعود أحداثها التي وقعت في لونغ آيلند – نيويورك، الى نهاية الحرب العالمية الأولى، البطولة فيها لمحارب امريكي معدم، يعود من الحرب باحثاً عن حب قديم، بشخصية يكتنفها شيء من الغموض، لثريّ عاصر حقبة تاريخية، كان لها بصمة في حياة الأمريكيين.
قصة غاتسبي، نشرت بطبعاتها الأولى، فما لبثت ان تداولتها ايدي الجنود في أيام الحرب العالمية الثانية، حيث اختارتها منظمة الكتب في زمن الحرب، التي أنشئت من قبل دور النشر وعدد من الكتّاب، حتى تمت ترجمتها الى 42 لغة، الأمر الذي زاد من مبيعاتها التي بلغت 25 مليون نسخة حول العالم.
ما تضمنته الرواية من الارث الثقافي، تناولت عدد من الأفلام السينمائية تفاصيله، منذ زمن صدورها، تحت العنوان الأصلي للرواية، وبالحبكة ذاتها، اذ جسّدت تلك الثقافة في موسيقى الجاز، صخب الحفلات، ترف الحياة، التمرّد على التقاليد الاجتماعية، اضافة الى انتشار التهريب والجرائم المنظمة.كان أولها كما يشار للباحث في تاريخها، فيلماً صامتاً عام 1926، ثم فيلماً آخر عام 1949، أما ما تم انتاجه عام 1974 فقد كان الأكثر شهرة بين تلك الأفلام، التي تبعها فيلم تلفزيوني عام 2000.اليوم تعرض دور السينما، معالجة سينمائية جديدة لذات الرواية، بنسخة جديدة لفيلم من بطولة ليوناردو دي كابريو، حيث برع في تقمص دور غايي غاتسبي، وتوبي ماغواير في دور نيك كاراويه، وتوقيع المخرج الأسترالي العالمي باز لورمان.
قصة الفيلم صوّرت كلاسيكية العشرينيات، في مشاهد استلهمت واقعها من صخب ذاك الزمن، أبدع فيها أبطالها الرئيسيون والثانويون، على حد سواء، الى جانب الكومبارس، اذ بدت أناقة تطريزات الأزياء المترفة، في اطلالة تصاحبها ألوان صيحات المكياج، جنون صرعات تسريحات الشعر، وأرقىٰ تصاميم قطع المجوهرات، لتحاكي بها حقبة من زمن الماضي، كتبتها كلمات كاتب الرواية، حيث أشارت سطورها لتاريخ بروكس بروذرز، أعرق بيوت الأزياء في مانهاتن، التي طالما تأنّق غاتسبي بأزيائها، وتاريخ دار مجوهرات تيفاني، وجهة النخبة في نيويورك، التي خطفت بدورها الأضواء من بطلة الرواية.
الحبكة السينمائية للرواية، ألقت بألقها الكلاسيكي على كلمات كاتب سَطَر رائعته، التي ستعرض نسخة من طبعتها الأولى للبيع في دار مزادات سوذبي، حيث يقدّر ان تصل قيمتها الى 150 ألف دولار، في الوقت الذي نفدت فيه بطبعاتها الجديدة من دور نشر الكتب.
مريم حسين مكي الجمعة
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق