نشرت الصحف كلها عن بكرة ابيها صورة لحفل العشاء الذي اقامه امير العوازم الشيخ فلاح بن جامع في ديوانه قبل ايام، وقد جلس بن جامع بين شيوخ الكويت وعلى رأسهم سمو امير البلاد الذي كان يجلس إلى شماله رئيس مجلس الامة السيد علي الراشد وإلى يمينه سمو ولي العهد.
وقد شارك سمو الامير بابتسامته المعهودة التي تخفي وراءها تسامحا لا نهاية له.. فرحة بن جامع ومن حضر من العوازم حفل العشاء.. وما ان وقع نظري على سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح ورئيس المجلس علي الراشد حتى تذكرت ما قاله الشيخ بن جامع في كلمة له خلال فترة انتخابات المجلس الاخير في الثالث من ديسمبر الماضي.
وقد وصف الشيخ بن جامع حينها المجلس الاخير وصفا قاسيا حين قال إن «المجلس الحالي لا يشرفنا لا هو ولا من طلع معه»، متسائلاً «هل يقبل بهالمجلس من يخاف الله؟»، مضيفا.. «حتى الوزير العازمي اللي يجي فيه ينجسه».
انا هنا لا اقلب المواجع.. لا والله.. ولكني أتساءل عن الحفاوة التي لاقاها سمو الامير عند بن جامع وهو امر لا نستنكره ابدا من شخص بن جامع وطيب الكلام الذي قاله.. وهو من قسا في كلماته قبل اشهر قليلة على من تضمنته الوزارة الاخيرة والمجلس الاخير.. وقد وقفت كثيرا عند الكلمات القاسية التي قالها بحق النواب الوزراء واستعجبت ان يقولها شيخ بمقام بن جامع الذي نكن له كل التقدير والاحترام.
وهذا قد يفسر لي ما تفضل به بن جامع أمير العوازم عندما طلب من الأمير الوالد العفو عن كل من اخطأ حين قال «نعم الخطأ موجود ومن لا يعمل لا يخطئ.. واطلب العفو عمن اخطأ».. أي خطأ مطلوب ان يتم العفو عنه يا شيخ بن جامع؟ هل تحويل شوارع الكويت الآمنة وساحاتها الى فوضى أثارت الذعر والخوف في قلوب الآمنين، أم الاعتداء على رجال الأمن، أم اقتحام رمز وبيت الامة، أم التعدي باللفظ على الآخرين، ام التعدي على ممتلكات الدولة، ام ان الخطأ المقصود لمن احتج على مرسوم اميري اصدره من حل ضيفا كبيرا عليكم، ام من لم يحترم قرار من احترم رغبة سموه والتزم بها وترشح للانتخابات، أم من مارس التهديد لمنع من احترم رغبة سمو الامير وقرر المشاركة في الانتخابات؟
نعم، التسامح مطلوب ومصلحة الوطن فوق كل شيء واكبر من كل شيخ.. ولكن ما حصل لم يمر عليه سوى اقل من خمسة اشهر.. وما نسمعه ونراه اليوم اثار السعادة في قلوبنا.. لاننا كلنا اهل الكويت يا شيخ بن جامع.. اهل شرق واهل جبلة من جاء من البحر ومن جاء من البر.. كلنا نريد لهذا الوطن الحبيب الاستقرار والرفعة.
شكرا لمبادرتكم لم الشمل.. وعسانا نعود كما كنا وطنا واحدا يحترم احدنا الآخر.. يجمعنا الكبار ولا يقوى على تشتيتنا الصغار.
* * *
• الجابرية منطقة عرف عنها الزحمة والاهمال، واضيفت إليهما اليوم الجرائم بعد ان انتشر فيها القتل والسرقة ما بين الشوارع والمواقف، وآخرها سرقة الغلابة اخواننا الهنود بالتهديد بالسكاكين.. يا «داخلية» لحقوا علينا.
اقبال الأحمد
lqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق