إقبال الأحمد: الفيلسوف قال

يظل الانسان في الحياة كقلم الرصاص تبريه العثرات ليكتب بخط اجمل ويكون هكذا حتى يفنى القلم.. ولا يبقى الا جميل ما كتب.. كلمات رائعة كتبها فيلسوف ما في زمان ما ومكان ما.

ولأن الحياة عبارة عن مطبات تفاجئنا ونحن في طريقنا الطويل.. يأخذنا بعضها على حين غرة.. والبعض الآخر ننتبه له فنهدئ سرعتنا تجنبا لأي ضرر قد يلحقنا.. الا اننا بالنهاية وبعد ان يضرب رأسنا بسقف السيارة وتنتثر حاجياتنا هنا وهناك.. وقد يتضرر من بجانبنا او من يرافقنا بالسيارة.. سنكون اكثر يقظة وحذرا لأي مطب قادم.

هذه التهدئة والتمهل بالقيادة تأهبا لأي مطب قادم لا شك سيخففان من الاضرار الجسدية والنفسية.. كذلك هو القلم الذي كلما زادت الكتابة فيه قبح شكل الحرف، وقد لا يفهم الحرف خصوصا في حال تشابهه مع حرف آخر، مما يثير اللبس.. والخطأ ايضا.. اما اذا ما تم تبريته بين وقت وآخر.. فان الكلمات المكتوبة ستكون اكثر وضوحا وجمالا.. ونظافة.

سألوا حكيما لماذا لا تنتقم من الذين يسيئون لك؟.. اجابهم:.. اذا رفسك حمار فهل ترفسه؟.. ودائرة الانتقام هذه الايام وللاسف وسعت.. وزاد عدد ابطالها.. وحسب حكمة الفيلسوف، وليس كلامي، فان حظائر الحمير لابد ان تتوسع وتمتد.. فيما يقابلها عدد محدود من الحكماء الذين يتأملون من بداخل الحظائر وهم يبتسمون شفقة عليهم.

الفيلسوف قال وليس انا.

إقبال الأحمد

Iqbalalahmed0@yahoo.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.