عندما سبح وحمد وشكر أهل اليسار (يا ليل) المحلي والعربي بالروس والاتحاد السوفييتي، قلنا وكتبنا في حينه بأن الدب الروسي هو المستعمر والقامع الأول لشعوبه فكيف نصدق بالله أنه حليفنا في تحرير شعوبنا من الاستعمار الغربي الراحل دون حاجة لادعاء البطولات في مقاومته، وهو استعمار شرقي أكثر قمعا ودمارا من الاستعمار الغربي، عاد من آمن به وصدقه ابان تلك الحقب ليكتشف الحقائق الجلية والمرعبة هذه الايام فيما يجري في سورية ولا عزاء لـ… الاذكياء!
>>>
وعندما رفع القوميون صدام وعرفات والقذافي وأمثالهم الى مرتبة من لا يُسألون عن أعمالهم وأقوالهم ومواقفهم، قلنا ان الديكتاتوريات لا تؤتمن، وطالبنا ابان الثمانينيات بتغيير عرفات (مقال المنظمة هل حان وقت التغيير) ومن العراق بأن يحدد حدوده معنا (مقال نحن والأشقاء) وان من لا يحدد حدوده معنا وهو في حاجة لنا ابان حربه مع جيرانه فلن يحددها عندما تنتهي الحرب وتنتفي تلك الحاجة، وطالبنا توازيا بخلق قواعد عسكرية للأميركان تحمينا من حرب الجيران القائمة على حدودنا ولم يسمع أحد وبقيت تلك المطالبات كلمات كتبت على رمال الصحراء فذرتها الرياح.
>>>
وعندما رفع بعض الإسلاميين من كل التوجهات والطوائف صاحب الفسطاطين ومنشئ القاعدة فوق الأعناق كونه ضرب بعمله الإرهابي الشيطان الأكبر في عقر داره، خرجنا على الفضائيات وكتبنا المقالات نخطئ ما عُمل ونحذر من تداعيات ما قام به في حين كانت بعض التوجهات السياسية المحافظة تبعث الشباب ليصبحوا حطبا في حروبه وبيارق في مخططاته الارهابية، وكنا قد حذرنا قبل ذلك من مخاطر ذهاب شبابنا لأفغانستان ابان غزوات الروس و.. الأميركان وعاد الجميع يبكي ندما على إيمانه بصاحب الفسطاطين وتضحيته بأبنائه لأجله.
>>>
وفي صيف 2006 التف كثيرون حول النظام السوري وحزب الله ابان حرب لبنان وحذرنا آنذاك من مغامرات الثوريات التي تدفع أثمانها الشعوب من دمائها ومن مخاطر قيام بعض الانظمة باستخدام غيرها كمخالب قط للمناكفة مع إسرائيل الهادئة حدودها معها. وان منجزات الشعب اللبناني تدمر لأجل حروب الوكالة تلك، يعود هذه الايام من هلل لتلك الحرب لموقف خاطئ آخر أكبر كثيرا منه وهو جر بلدنا الآمن وشعبنا المتماسك للحرب الاهلية القائمة في سورية هذه الأيام عبر تأجيج نيران التخندق الطائفي والمذهبي بين أفراده، فهل سيستفيد الشعب السوري الشقيق حقا من انقسام الشعب الكويتي؟
>>>
ومع بداية الثورة المصرية عام 2011 حذرنا من مخاطر ما هو قادم من مصاعب اقتصادية وانهيار أمني واحتمالات التقسيم والتناحر الأهلي، كما دعونا في مقالات لنا في الجرائد المصرية القوى الليبرالية والقومية واليسارية والناصرية للوقوف مع المرشح أحمد شفيق كونه الممثل الوحيد لمشروع الدولة المدنية، إلا أن نفس الاصوات التي ذكرناها والتي دعمت الرئيس د.محمد مرسي عادت تنقلب عليه هذه الأيام وهو في بداية حكمه ولم يأخذ فرصته كاملة وهي في مواقف أمس ومواقف اليوم المتناقضة تمثل الغوغائية والمراهقة السياسية المدمرة في أجلّ صورها.
>>>
آخر محطة: (1) اتفاقية التعويضات العراقية التي وقّعنا عليها هي التي فتحت الباب لإغلاق ملف الحدود والمزارعين المتجاوزين على حدودنا والذي بقي نازفا لأكثر من 90 عاما.
(2) قد لا نكون دائما صائبين، فبعض قوى المعارضة السياسية تتشفى بنا هذه الأيام وهي محقة تماما بذلك، حيث تقول «تعلموا الدروس من تجربة سامي النصف وانظروا كم التحديات والمصاعب والعراقيل التي توضع أمامه من قبل من دافع عنهم».
(3) لا نعلم بحق إن كنا المخطئين أم من دافعنا عنهم هم المخطئون عبر عرقلتهم الواضحة للأعمال الإصلاحية والشفافة التي نقوم بها والتي بها فائدة كبرى للشعب الكويتي وللصالح العالم و.. لهم!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق