نائب من «كتلة الأغلبية» اتصل باحد الناخبين في دائرته وعرض عليه تخصيص قسيمة من هيئة الزراعة – جاخور – له أو لاحد افراد عائلته وكل ما عليه احضار البطاقة المدنية ورسوم التسجيل التي لا تتجاوز 500 دينار، الناخب الأمين سأل نائب «الاغلبية» المحترم: ما السبب في هذه الهدية؟ أجابه: عرض علي 10جواخير لأختار أناسا تخصص لهم، وقد انتقيتك من بين ابناء الدائرة، لأنك تستاهل ومن «ربعنا»، اعتذر الناخب عن قبول هذا العرض، فالنفوس الابية لا تشترى بسقط الدنيا.
الرشى التي تقدم للنواب ليست مالية فقط، مخطئ من يظن ذلك، الرشى السياسية قد تكون بالمال وتكون بغيره، المناصب القيادية مثلاً، البعثات الدبلوماسية، العلاج بالخارج، قروض حسنة بلا ضمانات، المناقصات المختلفة واسهم الشركات، وبالطبع الجواخير والمزارع.. السؤال طبعاً ما هو المقابل لهذه العطايا الحكومية المبطنة؟!
في النظم البرلمانية المحترمة التي يمتلك فيها الشعب حق محاسبة الحكومة يوجه النقد غالباً للجهات الحكومية سيئة الأداء أو التي يكثر فيها الفساد، في الكويت رغم أن النظام البرلماني أسس جزء منه على تقويم الأداء الحكومي ومراقبته، لكن الواقع يشهد أن النقد النيابي لا يوجه دائما للجهات التي يثار حولها اللغط أو تعاني سوء الخدمة أو تكثر منها الشكاوى، وانما يوجه النقد وفق الخصومة الشخصية بين النائب والوزير أو القيادي الحكومي.
خذ على سبيل المثال: جهات حكومية من أفشل الجهات عملاً وأداءً، هيئة الزراعة ومؤسسة الموانئ ووزارة المواصلات ووزارة الكهرباء و«بلوة» الكويت (البلدية) وتقارير ديوان المحاسبة شاهدة عليهم، لكن أين النواب عن هذه الجهات؟ كيف استطاعت هذه الجهات صرف أنظار النواب عنها.. ابحث عن الهدايا المبطنة!
وزارة الشؤون من أتعس الوزارات في الكويت، فيها فوضى العمالة وسرقات الجمعيات وغموض عمل اتحادها، وتلاعب النقابات ومهزلة الرياضة.. سنوات لم يتكلم النواب عنها، اليوم فقط تذكر النواب أن هناك وزارة للشؤون بعد قدوم النائب الشاب رياض العدساني وتغير وزيرها محمد العفاسي.. فما السبب؟!
نائب يوزع جواخير بالليل ويتكلم عن العدالة والامانة بالنهار، تعساً لهذه المعايير المزدوجة والنفاق السياسي!.. متى يصحو «حدس» الناخبين لهذا التلاعب ونصلح شؤون بلدنا بحق ونتوقف عن انتخاب هذه الاشكال المزيفة التي تدفع ضريبة تسول الاصوات واستجدائها؟! و«تكفون» صوتوا لي، وتخدم حزبها وطائفتها وعائلتها وقبيلتها على حساب أهل الكويت؟ والله المُوفِّق.
وليد عبدالله الغانم
Waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق