روحوا شوفوا بلدان من يستوردون نفطنا، شوفوا حدائقهم، شوارعهم، جسورهم، أنفاقهم! شوفوا إخلاصهم في عملهم وحفاظهم لدرجة التقديس على بيئتهم البرية والبحرية، سواحلهم مفتوحة لشعوبهم، وليست محتلة، رمالها كالذهب، بينما نحن دمرنا سواحلنا بحجة إقامة مشاريع تجارية! شوفوا مطاراتهم تفتح النفس و«سنعهم» واحترامهم للقوانين والتزامهم بالمواعيد والدور، شوفوا شوفوا تقديرهم لكبير السن وصغيره، ابتسامتهم التي تقابلها تكشيرتنا وعبوسنا وتكبُّرنا ونفاقنا حتى في مظاهر الصلاة في المساجد! شوفوا معاملة مستشفياتهم للمريض، لكل البشر، فلا يوجد فرق. لا قبلية ولا طائفية ولا أصل ولا فصل ولا حسب ولا نسب، كلهم مواطنون على حد سواء تحت القانون، ونحن عنايتنا ورعايتنا بس لكبار الشخصيات في المستشفيات. لا، لستم كفو لهذا النفط الهائل، انتم كفو سعف وحطب ويلة، ارتفع سعر برميلكم النفطي ومهما يرتفع والله لو يوصل 500 دولار ستبقى الحال كما هي «هذا سيفوه وهذي خلاجينه». وإذا تغير بالشكل فلن يتغير بالمضمون!
مستشفياتنا لولا بعض المحسنين – جزاهم الله خيرا – من رجال ونساء أهل الكويت لتحولت إلى مدارس درجة عاشرة، تحسبها سجون تعليم ومناهج أكل عليها الدهر وشرب، تساوى فيها خريج الجامعة مع خريج المتوسط، يا حسافة على هذا النفط وفلوسه! نشد الرحال طوال العام للراحة عندهم وعلاج المستعصي فينخفض عندنا الضغط والسكر وتنفتح حتى شهية الأكل عندنا، الله يسد شهيتكم ما خليتوا شي سنع عندنا حتى الديموقراطية دمرتوها وحرية أصبحتوا تتطاولون على الغير فيها وتصفية حسابات وطايحين له فقط إضرابات واعتصامات، عاقلنا مجنون ومجنونهم عاقل، لم تبق لنا إرادة، فكيف لو لم يكن هذا النفط عندنا؟ فكيف لو كانوا هم من يصدرون هذا النفط؟! لأصابنا الوسواس! عساه يصيبكم يا حسافة على هالسيارات الحكومية الفخمة والبشوت على بعض الأعضاء والوزراء، والله انتم المفروض ما تركبون حتى الجمال، ولو كان بيدنا فعلاً لحطيناكم بنساف ونسفناكم على حدود الصومال حتى تعرفوا خير ونعمة وقدر هذا البلد اللي خليتوه مكانك راوح، لكن يبقى الأمل والتفاؤل موجودين وما تقول إلا الله كفيلكم، وحسبنا الله، هو نعم المولى ونعم الوكيل.
بدر صالح الرشيد
alrasheed_bader@yahoo.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق