الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه واصلي واسلم على رسولنا الكريم.
لقد كنا مؤمنين من البداية بأن الصوت الواحد هو الذي سيحقق العدالة والمساواة لأفراد الشعب، ويقضي على الفساد في العملية الانتخابية، ونحمد الله ان توقعنا كان في محله.
لقد ادينا ما يستوجبه الوطن علينا، بذلنا جهدا خارقا في الاشهر القليلة الماضية بعمل متواصل دؤوب، لم نتأخر عن لجنة أو جلسة من الجلسات، ولم نقايض مصلحة من المصالح التي تتعارض مع ما يستوجبه الوطن من أمانة ونقاء، ونغادره الان مرفوعي الرأس بعد ان تحملنا هجوم بعض المعارضين طيلة الأشهر الستة الماضية.
انني استغرب واتعجب – كما تعجب غيري – أيعقل أن يكون للحكومة مستشارون قانونيون بهذا المستوى من السوء؟ أيعقل أن يتم إبطال مجلسين للأمة – لإجراءات لا نعلم مدى صحتها – وتعطل مصالح البلاد والعباد ونعود لعدم الاستقرار بعد أن هدأت النفوس؟ من يثق مستقبلا بهذه الإدارة؟ ومن يضمن عدم ابطال المجلس المقبل بعد ان يكون المرشحون والناخبون قد ارهقوا نفسيا وماليا وصحيا بالانتخابات وهمومها؟
في الدول المتقدمة تعتمد الحكومات على مراكز الابحاث والدراسات. وهي تشكل مراكز للدراسة الرصينة ومصدرا اساسيا للتشريعات والمعلومات والنصح لصناع القرار. هذه المراكز تسمى think tanks أي مستودعات للافكار او خزانات التفكير، وتضطلع مراكز الابحاث في هذه الدول بوظائف وادوار منها البحث العلمي المتعمق في كل نواحي الحياة وصنع الافكار والاستراتيجيات، كما انها اوعية لتدريب الاجيال الجديدة من القيادات الفكرية والقانونية والسياسية، كما ان لها تأثيرا في الرأي العام الشعبي من خلال تبرير سياسات معينة للدولة أو نقدها أو الترويج لأفكار جديدة وتعميمها، وهو ما يجعل منها أداة لبلورة مواقف ومصالح الأمة المشتركة وتنمية قدرتها في المجالات كافة، بحيث ان الاعتماد عليها لا يجعل الدولة تقع في المحظور كما حصل لدينا.
في النهاية لا بد من كلمة شكر وامتنان لكل من أولاني ثقته من رجالنا الأخيار ونسائنا العفيفات، والشكر موصول لكل من اشفق علي من خوض هذا المعترك ولم ينتخبني، اتمنى من الله ان يدوم الرخاء في بلدي الحبيب وان يأتي المجلس المقبل بمن يمثلنا خير تمثيل انه على كل شيء قدير وبالاجابة جدير.
د. صلاح العتيقي
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق