وضع الحكومة الحالي أقرب ما يكون إلى بيت شعبي آيل للسقوط، وبين فترة وأخرى تهب عليه رياح قوية وأمطار غزيرة، فيسقط منه بين فترة وأخرى عمود هنا أو حائط هناك، وأهل هذا البيت كل مرة يقولون «الله ستر».
من يتأمل وضع الحكومة لا يمكن أن يتوقع لها الاستمرار، فالعواصف تحاصرها من كل مكان، فبعد خروج وزير المالية السابق مصطفى الشمالي منها بعد استجوابه، ها هي تستعد لخروج وزير الشؤون أحمد الرجيب، إما بالاستقالة وإما بطرح الثقة، وما يزيد الطين بلة ما يقال عن استقالة محتملة لوزير العدل جمال شهاب على خلفية رد قانون تغليظ العقوبة على المسيء للرسول، وإلى جانب ذلك هناك تهديد من قبل عبيد الوسمي باستجواب رئيس الوزراء، وتهديد آخر من قبل خالد شخير لوزير الدفاع، وتهديد ثالث من أسامة مناور لوزير النفط، وتهديدات متتالية غيرها لوزير الداخلية من أكثر من نائب.
كل ذلك لا يدع مجال لأحد إلا أن يقول إن هذه الحكومة لا يمكنها الاستمرار أكثر من شهر أو شهرين، وربما يعد إنجازاً لها إذا استطاعت أن تكمل دور الانعقاد الحالي، ولا أعتقد أن إعادة ترميم الحكومة سوف تكون مجدية لأنها على ما يقول الشوام «عوجة والطابق مكشوف»، فهي مثل المريض الميت دماغياً ويعتمد في البقاء على الحياة على أجهزة التنفس الاصطناعي.
كيف لحكومة ظهرها مكشوف أن تحارب وأمامها وحوش مفترسة تلتف من حولها؟ كيف لحكومة يفترض بها أن تكون فريقا متكاملا أن تلعب وتفوز وقد طُرد منها لاعبان أو ثلاثة لاعبين أخذوا كرتا أصفر، وحارس المرمى أعور، والدفاع مكرش وما يقدر يركض، والوسط ما يعرف يوزع «باصات»، والهجوم طول عمره ما سجل «قوول»، واللاعبون غير متفاهمين وواحد ما يشتهي الثاني.
هكذا حكومة ليست قادرة على أن تدير حتى بقالة، وليس بلدا كاملا، ولذلك فلترحل غير مأسوف عليها، لا عزاء للشعب المبتلى بهكذا حكومات، فحالنا مع الحكومات المتعاقبة أصبح مثل حال الناس مع خلفاء بني العباس في فترة ضعف الدولة العباسية حين هيمن المماليك على شؤون الدولة، فأخذوا يعزلون خليفة وينصبون آخر مكانه، وحينها قال الشاعر
يصف حال الدولة:
خليفة مات لم يحزن له أحـد
وآخر قام لم يفرح به أحـد
فراح هذا وراح الشؤم يتبعه
وجاء هذا وجاء الويل والنكد
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق