لا نرى جدوى أو كثير ذكاء في محاربة جمهور البرتقالي وثنيهم عن الترشح أو الانتخاب.
فمن سيشارك منهم كمرشح أو ناخب انما يمارس توبته وان كابر عن الاعلان عنها او الاعتذار!. فان هو لم يصل الى مرحلة من الرقي ليعتذر فيجب علينا ان نكون على درجة من الرقي للترفع عن اذلاله وتصغيره أو تحقيره.
فالانتخابات والمشاركة في مجلس الامة حق بل واجب على كل فرد وكل مواطن. فهي ليست حكرا على من ارتدى الازرق وحرام على من ارتدى البرتقالي!.
ويكفي جمهور الازرق ان التجربة العملية اثبتت صحة مطالبهم ودعوتهم، وان المحكمة الدستورية اكدت اهمية وصحة ما طالبوا به.
اليوم يجب ان نقيّم المرحلة الماضية دون ان نقع في اسرها، ويجب ان نستفيد من اخطائها لا ان نوسع الشق على الراتق.
ولا مانع من مصالحة وطنية اساسها تطبيق القانون على من تطاول او اجرم، فلا مصالحة لاجل فك رقبة من اساء واتلف ومزق النسيج الوطني لبناء امبراطوريته النرجسية الخاصة أو مجده التافه!.
ومن يؤمن بالديموقراطية لابد ان يؤمن بضرورة الاختلاف وأهمية تنوع الآراء والمشارب لاستخلاص الافضل وانجاح الاقوم. وهذا لا يتحقق باحتكار المجلس من قبل طيف سياسي واحد او فئة واحدة مهما كانت طيبة وعقلانية… ووطنية.
كما انه من غير المنطقي ان تحرم فئات كبيرة من المجتمع من حق المشاركة في الحكم لمجرد انهم في يوم من الايام قاطعوا المشاركة انتصاراً لفرد مفوه او حنجرة زاعقة من بين ظهرانيهم!.
ربما صدقوا كاريزما خداعة مارسها عليهم بدجل احد ابنائهم، ولكن خسارة مقاطعتهم لم تقتصر عليهم وإنما امتدت الى موزاييك المجلس الذي فقد جزءاً من الوانه!. فلم يكن طبيعياً ابداً ان يكون هناك مجلس خال من نائب عازمي او نائب مطيري حتى وان كان الخيار خيارهم!.
لذلك فنحن نرى ان غفران الخطايا في حق الذات اوجب من مواصلة المماحكة والاستهزاء و«المعاير».
ونحن هنا نتحدث عن جمهور البرتقالي فقط ولا يمتد كلامنا لرؤوس العار التي قادتهم إلى دروب التهلكة السياسية، ولا يتصل لمن ركب رأسه وقرر مواصلة الخطاب الغبي عن المواقف المبدئية والمبادئ المبدئية والكلام الفاضي الذي يحاول ان يستر به عورته العقلية.
نتمنى توسيع المشاركة وتنويع الروافد واختلاف المرشحين ليكون عندنا موزاييك اجتماعي وفكري يعكس جميع الافكار والآراء.
كما نحتاج حكومة تتشكل لتعكس نتائج الانتخابات وتتفاعل مع مخرجاتها، لا حكومة تأتي على طمام المرحوم ونفس الوجوه المملة او الجثث العاجزة.
– نعلن عبر هذا المقال باننا سنسجل اسمنا عند فتح باب الترشيح!.
الاسباب كثيرة واهمها ان هناك عدداً كبيراً من مشاريع القوانين التي قدمناها ولم تر النور بسبب انشغال المجلس السابق في انجاز قوانين الضرورة وقوانين قدمتها الحكومة والاتفاقيات المهملة في ادراج المجلس.
وتلك القوانين ان لم نتابعها من جديد فستضيع في سيل قوانين اقل اهمية واقل فائدة.. كما نراها.
من تلك القوانين هناك قانون الاسكان وقانون تنظم العقار، وقانون تنظيم الاضرابات وقانون الـ «بي او تي» وقانون هيئة النقل؛ فحتى قانون هيئة الاتصالات الذي مر من المجلس المبطل فقد توقف وعاد الى نقطة الصفر بسبب حل المجلس قبل توقيع سمو الامير عليه!.
من جانب آخر ولأسباب صحية ولحاجتنا لعملية جراحية في سبتمبر، فإن الشهرين القادمين محجوزان مسبقاً للفحوصات والتحاليل ولبرامج الاستعداد لهذه العملية، بما فيها تخفيض السكر والضغط والبوتاسيوم والكرياتنين والتخلص من التوتر والارهاق!. لذلك فسيكون وجودنا في الكويت محدودا واقل مما اعتدنا واعتادت الناس عليه.
وحقيقة اتوقع من الناخبين الأعزاء ان يتفهموا الاسباب الصحية للتواجد خارج الكويت، وانها اولوية يصعب اهمالها أو تأجيلها بل لا نتردد بافتراض ان من يريدنا ان نمثل صوته يريدنا أن نكون قادرين صحياً على بذل الجهد لتحقيق آماله.
كما نتمنى منهم الدعاء مقابل الشماتة الآتية من الشعبي والاخوان!. وسنتواصل.
أعزاءنا
عزاؤنا خلال سفرنا للعلاج ان جمهورنا يعرفنا جيدا، وقد توفرت له اكثر من فرصة لتقييم افكارنا وادائنا، ولا شيء جديداً عندنا سوى مبادئنا التي لن تتغير ومواقفنا التي لن ترتخي، فنحن على «حطة ايدكم» ومستمرون في الدفاع عن هذا الوطن الجميل من هجوم الغربان وخوارج الدين.
نبيل الفضل
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق