الغالبية العظمى من أفراد الشعب الكويتي يستشعرون خطراً حقيقياً يتهدد مستقبل الكويت، فما يمر به المجتمع من فتن ومشاكل تنذر بشر مستطير، وبسبب هذا الشعور العام بالخطر أصبح الكثيرون يشعرون بالقلق على أمنهم الشخصي وعلى مستقبل أولادهم، ومعهم الحق في ذلك، فما يشاهدونه من ظواهر مجتمعية يبعث على القلق، وخاصة أن الغالبية الساحقة من المواطنين البسطاء، وحتى من يصنفون أنهم من النخبة، غير قادرين على ما فهم ما يجري، ولا هم قادرون على التنبؤ بما سيحدث. ليس سراً أن بعض الواقعيين -ولا نقول المتشائمين- أصبح قلقاً بشأن استمرار وجود النظام ككل وذلك لهول التحديات التي تواجهه والأخطار التي تنتظره.
إذا كان هناك من خطر يتهدد وجود النظام فإن على رأس من يشكل خطراً على النظام هو النظام نفسه، فالصراع المستفحل داخل مكونات النظام وفقدان الرؤية في تحليل المستجدات الحاصلة في المجتمع الكويتي، وبالتالي عدم القدرة على التصدي لمكامن الخطر واتخاذ القرارات المناسبة تمثل أشد المخاطر على النظام. النظام الذي لا يستشرف المستقبل يرتكب خطأ إستراتيجياً. لا أعتقد أن أحداً من مصلحته أن يستمر النظام في حالة «التوهان» والضعف، لأن الكل سيتضرر من ذلك. نتمنى أن يفيق النظام من غفوته قبل فوات الأوان، وعليه أن يتعظ من السنن التاريخية التي تقول إن اضمحلال الدول في الغالب يكون من داخلها. اللهم اشهد أني قد بلغت. البدار البدار الوحي الوحي.
المصدر جريدة الكويتية
قم بكتابة اول تعليق