خالد الجنفاوي: تنظيم “وسائل التواصل الاجتماعي”

ناقشت في مقالات سابقة نشرت في هذه الصفحة النتائج الإيجابية والسلبية لاستخدام “وسائل التواصل الاجتماعي” المعاصرة مثل “تويتر” و”فيس بوك” وغيرهما. وجادلت في أحد المقالات: أن وسائل التواصل الاجتماعي ربما كرست أيضاً النزعات الإقصائية والشخصانية والمتحيزة عند بعض الناس “Biases” , بل ورسخت التعصب والأحكام الشخصية المسبقة “Prejudice”. اذ رغم ما تطرحه وسائل التواصل الإاتماعي من فرص متجددة لتقوية الوحدة الوطنية والتآلف الاجتماعي ولتكريس المبادئ الوطنية المشتركة بين أعضاء المجتمع الواحد, يبدو ان العكس يحدث, بل أعتقد أن وزارة الإعلام في الكويت تتحمل مسؤولية “تنظيم وسائل التواصل الإجتماعي لأن ذلك سيحمي الحريات العامة والخاصة ويكرس احترام قوانينا المحلية بشأن صون كرامة الناس والحفاظ على الوحدة الوطنية.
وعملية التنظيم لوسائل التواصل الاجتماعي ليست بالضرورة تنظيم استخدام “تويتر” وهو وسيلة التواصل الاجتماعي الأكثر رواجاً في الكويت, بل من المفروض أن يتم تنظيم كل جوانب ونشاطات “الإعلام الألكتروني” وبخاصة الجرائد الإلكترونية وال¯ “تويتر”. فلا أعتقد في هذا السياق أن سن قوانين واضحة تتعلق بكيفية استخدام “تويتر” ستحد من الحريات الشخصية لمستخدميه. فالمحك الرئيس في هذا السياق, أي المقياس القانوني والأخلاقي حول ضرورة تنظيم وسائل التواصل الاجتماعي يدور حول حماية كرامة الناس الآخرين وصيانة النسيج الاجتماعي الوطني. والأهم: الحفاظ على السلم المجتمعي من الفتنة وشزر القول والذي ربما سيؤدي بعضه إلى تأليب الناس ضد أبناء وطنهم الآخرين.
وإن جادل البعض حول مدى استحقاقية أو ضرورة تنظيم النشر الالكتروني الشاسع. أو أنه, وحسب هذا الزعم, لا يمكن تنظيم استخدام “تويتر” لأن الشركات العالمية التي تدير هذا النوع من الخدمات لن تسمح بذلك! ولكن يدرك المطلعون بشكل جيد على وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية استخدامها في دول غربية وديمقراطية يستوعب تماماً امتلاك الحكومات الوطنية والدول الحق في تنظيم الوسائل الالكترونية ما دامت تؤثر بشكل مباشر في النشاطات السياسية والاجتماعية في البيئة المحلية الوطنية.
من المفروض أن تعمل وزارة الإعلام على تكريس مزيد من الشفافية حول هذه القضية المعاصرة (وسائل التواصل الاجتماعي). فما دام مستخدم وسيلة “تويتر” يناقش ويعلق على أمور وقضايا ومواقف تنبع من بيئتنا المحلية ويؤثر بشكل مباشر في الرأي العام في الكويت, فلماذ إذا لا يتم وضعه تحت مظلة قانون إعلامي واضح يكرس الاستخدام البناء والإيجابي للتويتر بما يضمن احترام كرامات الناس والحفاظ على الأمن الوطني.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.