وليد الغانم: أيها المغردون.. لا يأخذكم الحماس

قضت محكمة الجنايات بحبس مغرد كويتي بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ بعد ادانته بتغريدات مسيئة من خلال حسابه الخاص على تويتر – (القبس 2012/6/6).

ازدادت قضايا تويتر خلال الاشهر القليلة الماضية، كثير من المتهمين بها شباب يقعون في اخطاء جسيمة لا يعون تبعاتها، قد أخذهم الحماس الزايد أو الاستهتار بالقول، أو الجهل بالقانون أو الاقتداء باساليب بعض النواب المثيرين وتقليدهم، لينجو النواب بحصانتهم ويقع المغردون الشباب لوحدهم.

لا يتعلق الامر بالقانون وحده، قبل الحديث عن القانون ينبغي الحديث عن آداب الحوار وآداب نقل الاخبار وآداب الاختلاف مع الآخرين، الاخلاق اولا في مثل هذه الامور، فهل نحتاج الى تنبيه الناس الى ان القانون يجرّم السب والقذف والافتراء والتشهير وخلط الامور الخاصة بالامور العامة، هل نحتاج الى ذكر كل هذه المسائل والاساسيات العامة حتى يقتنع كل واحد بوجوب احترام الآخرين حتى في حال نقدهم وذم اعمالهم؟

تفشت اساليب منحدرة في الحوار العام بين اطراف المجتمع، قبل عقد من الزمن تقريبا لم تكن معتادة بين الناس، لكن في يومنا هذا وبفضل بعض النواب المتمترسين بحصانتهم وبفضل بعض الصحف المهترئة والقنوات الخاصة المدفوع لها، وبفضل بعض الاعلاميين الباحثين عن البهرجة واللغو من القول، اصبحت السخرية والاستهزاء بالخصم والحط من شأنه والقذف المستمر بلا دليل هي الاطار العام للنقاشات السياسية وملحقاتها في وسائل الاعلام المختلفة، وهذا امر مشهود يوميا الا ما ندر.

غاب الكبار عن المشاهد السياسية والاعلامية والاجتماعية، فغابت اخلاقهم معهم واصبح المجتمع يقاد من اطراف مستعدة لهدم البلد في سبيل فرض اجندتها، فهم يستغلون مناصبهم في الحكومة وفي المجلس او ادواتهم في الصحافة والاعلام لحرق خصومهم، بغض النظر عن مقدار الخسارة التي قد تصيب المجتمع من هذا الصراع، فالموضوع ليس مصير البلد وانما مصيرهم هم فقط.

يأتي المغردون، وشريحتهم العظمى من فئة الشباب ليتحمسوا في الدفاع عن اطراف الصراع، وقد يكون احيانا كلامهم بحسن النية وحرقة على مصير الوطن، لكنهم ينحرفون في التعبير عن مقاصدهم ويتجاوزون حدود النقد المباح فيقعون بمطبات قانونية قاسية تكون نهايتها مؤلمة.

ايها المغردون قولوا الحق ولا تكتموه، ولكن لا تقعوا في المحظور فحينها لن تجدوا احدا بجانبكم والله الموفق.

***

• أعزائي القراء أنشأت مؤخرا مدونة خاصة في التاريخ الكويتي يسرني زيارتكم لها وعنوانها هو

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.