د.عبدالله القتم: نظام التعليم في الكويت

حسنا فعلت جريدة القبس الغراء في نشر دراستها حول التعليم في الكويت، تلك الدراسة الجادة والموسعة لمعظم مناهج وزارة التربية، ذلك التعليم الذي اصبح سُبَّة في جبين الكويت، ولا يخرِّج الا انصاف متعلمين!

وأرجو من وزارة التربية ان تنظر الى تلك الدراسة نظرة دقيقة فاحصة، وتحاول ان تطبق معظم ما جاء فيها من مقترحات وافكار، من دون ان تخل بها، او تشوِّه صورتها بالنقل غير المدروس، او المجتزأ المخل بعناصر الموضوع، فقد عملت سنة 1994 في وضع كتب اللغة العربية للصف الثالث الثانوي، فلم نستطع ان نضع معظم افكارنا حول الكتب، بسبب مجموعة من الاوامر والنواهي التي قابلت فريق العمل، وبعد الانتهاء من وضع مسودات الكتب، ووضعها امام المسؤولين جرت عملية غربلة وحذف لبعض موادها، وشُوِّه العمل تماما، وطبعت الكتب من دون ان نراجعها، وكتب احد الزملاء مقالة يتبرأ فيها من هذا العمل المشوه.

واذ أشكر القبس على دراستها أهيب بوزارة التربية ان تأخذها بعين الاعتبار، وانا أود هنا ايضا ان اطرح بعض ما أتصوره من نظام قد يخدم العملية التعليمية في الكويت، وأرجو أن تقوم وزارة التربية بنسف نظام التعليم من اساسه، ووضع نظام قوي كفيل بنقل الكويت الى مصاف الدول المتطورة تعليميا وثقافيا.

ما أريد تناوله في هذه العجالة هو الآتي:

أولا: ان تبدأ الدراسة من اول سبتمبر الى منتصف يونيو، بما يعادل ثمانية وثلاثين اسبوعا تعليميا، من دون ان تشمل هذه الفترة العطلات الرسمية، فاذا أضفناها تصبح المدة حوالى اربعين اسبوعا، واسبوعان عطلة منتصف السنة.

ثانيا: يبدأ دوام المدارس من الساعة السابعة والنصف صباحا الى الثانية والنصف بعد الظهر، من دون خوف الوزارة من ردود فعل اولياء الطلبة الذين سيستنجدون باعضاء مجلس الامة، الذين سيهبون لاستجواب الوزير.

ثالثا: لا تعطى الدرجات الا للمواد المفيدة للطالب في دراسته الجامعية، فمواد مثل: التربية الرياضية، او الكمبيوتر، او التربية الفنية، وحتى حفظ القرآن الكريم، يأخذ الطالب منه ما يتناسب مع قدراته، وحفظه يقوي الطالب في اللغة العربية، فهذه المواد يستطيع الطالب ان يأخذ منها بقدر حاجته، من دون اعطائه درجات لها، وتظل مواد العلوم واللغات والرياضيات والعلوم الاجتماعية لها درجات وامتحانات شفوية وتحريرية.

رابعا: ان تكون هناك امتحانات عامة بعد كل مرحلة، خاصة المتوسطة والثانوية، فبعد المتوسط يذهب الطالب الى الثانوية العامة، او الثانوية الفنية، التي يجب ان تستحدث في النظام، والدخول الى الثانوية يجب ان يحصل الطالب على نسبة معينة، ومن لم يستطع يذهب الى الثانويات الفنية.

خامسا: تضع المواد التي تحتاج الى مجهود ذهني وعقلي في بداية اليوم الدراسي، والمواد المكملة، او الهوايات في اواخر ساعات الدوام المدرسي، لا ان يترك اليوم الدراسي كما هو موجود الآن وبسبب رغبة المدرس.

سادسا: تضع وزارة التربية مكافأة مجزية لمدرسي المواد العامة: العلوم والرياضيات واللغات والمواد الاجتماعية زيادة على اصحاب المواد المكملة، بمعنى ألا يتساوى مدرس الرياضيات والعلوم مع مدرس التربية البدنية، او الفنية، او الموسيقية، او حتى الكمبيوتر، فالاطفال الآن يعرفون ما لا يعرفه الكبار في الكمبيوتر.

سابعا: الاهتمام بمدرسي المواد العامة الضرورية، واعدادهم اعدادا جيدا اثناء دراستهم، وكلية التربية يجب ان تبدأ بعد ان يتخرج الطالب في احدى الكليات، ولا يكون اثناء دراسته، مما يقوي المدرس علميا وفنيا.

واخيرا، أتمنى على وزارة التربية ان تنظر بجدية الى دراسة جريدة القبس وتأخذ بها، وربما ما اوردته من نقاط تساهم في هذا المجال، بعد ان عملت في التدريس منذ 1969 مدرسا في المراحل المختلفة من الابتدائي حتى الجامعي.

د. عبدالله القتم
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.