تركي العازمي: الاستجوابات وتعاون السلطتين!

أخذ عدد الاستجوابات في الارتفاع بعد مفاجأة النائب محمد الجويهل في تقديمه استجواباً لوزير الداخلية، وردت الحكومة بعض القوانين للمجلس، وظهرت اشاعات حل مجلس الأمة والتدوير ومشاركة الغالبية في الحكومة!
إذاً، نحن أمام معادلة كثرة الاستجوابات وتعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية، والمعادلة هذه تحكمها العلاقة بين النواب أنفسهم وتحديدا نواب الغالبية… فالتماسك يعني التوافق حول الأولويات لكن وجهات النظر بدأت تختلف في استجواب الشمالي الأخير والاستجوابين المقدمين لوزير الشؤون، ولوحظ تباين في وجهات النظر برزت ملامحه في قنوات التواصل الاجتماعي وبعضها تحت قبة البرلمان وهو أمر طبيعي لا يعني اطلاقا «فرط سبحة» الغالبية الا من قبل قلة يتمنون لها الفشل… وهذه هي السياسة: انها لعبة يتقنها البعض والبعض الآخر يلعبها في غير ملعبها عبر وسيط ووكالة يقولون والبعض الآخر قد يأخذ عليه بأنه ممثل لقطب أو آخر!
والحقائق تثبتها الوقائع، فحكومة توافق على قوانين وترد بعضها في ليلة وضحاها يثبت انها غير متعاونة وليس المجلس على حد زعم البعض!
نحن نختلف مع بعض النواب… وبعضهم يتفهم دوافع الاختلاف والبعض الآخر لا يتقبل النقد حتى من قبل زملائه تحت قبة البرلمان وما ان يعترض على طرحه زميل تجده يرد بعبارات لا يجوز أن تخرج من فيه نائب يفترض فيه أن يكون ممثلا للأمة قولا وفعلا!
لماذ السب؟ لماذا التشكيك؟ لماذا نختلف في الاساس؟ ولماذا لا نسمح للأقلية في التعبير عن رأيها؟
انها طبيعة الانسان وصفة الغرور، وعقدة «الأنا» تعتبر عاملا محركا لتفشي سياسة «حب السيطرة» التي ذكرنا تفاصيلها في مقال سابق… والانسان عندما يشعر بأنه «صاحب السطوة» والكلمة التي يجب ألا ترد فانه لا شك سيجد نفسه وحيدا هناك وهو يبحث عمن يتبرع له بصوت «فوق البيعة» سواء «بقيمة أو شيمة» لكن يبقى هذا الشعور صفة تهوي بصاحبها إلى مستوى غير لائق!
لاحظوا بعض النواب وكثرة معارضتهم مع كل شاردة وواردة، وكثرة ظهورهم الاعلامي لن تمنع الجموع الكثيرة من تقييم مواقفهم، ونحن نبحث عن تعاون بين السلطتين وتهدئة ولا بأس في زيادة الاستجوابات لكن «البهرجة» و«الغطرسة» التي تصاحب بعض الاستجوابات بحاجة إلى معاينة قبل أن تصبح سلوكا عاديا كما هو الحال مع «السب والقذف والتنابز بالألقاب»… عطوا النواب مطالبهم الدستورية يا حكومة ولا تستمعي لبعض المستشارين رجاء! أما النواب فنتمنى منهم أن يكونوا كتلة واحدة تبحث عن الاصلاح كما هو حاصل في بعض الدول المجاورة التي بدأت في القضاء على الفساد دون تمييز بين كبير أو صغير!
عطونا ربيعنا الكويتي الذي نبحث عنه… احترموا احتياجاتنا وابتعدوا عن نماذج الاختلافات السطحية واللفظية وتميزوا بأدب حوار راق «الله يرحم والديكم»… لا تجعلونا نتمنى حل المجلس لنأتي بتغيير يزيح بعض الاقنعة التي تساقطت تحت قبة البرلمان ولجانه… احترمونا «الله يرحم والديكم». والله المستعان!

د. تركي العازمي
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi

المصدر جريدة الراي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.