الأزمات التي مررنا بها كثيرة ومتنوعة منها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنها أزمات مفتعلة, وقد يكون بعضها حقيقياً. ومرت سنوات وهذه الأزمات لم تحل بل ازداد حجمها وعلى المستويات كافة ولم يكشف من افتعلها, فهي أزمات بحجم الكلام وتنتهي بالفعل ورد الفعل, والمستفيد منها بالتأكيد يفتعلها إما لتمرير مصالح معينة أو لمجرد أن يقول أنا موجود… إذاً أنا أفتعل الأزمات.
هذه المقدمة مجرد مدخل الى معالجة وكشف الحقيقة في كثير من الملفات وعلى رأسها التعليم والصحة والإنسان لا يستطيع أن يحكم إلا عندما يقف على حقيقة الأمر, وبالتأكيد حين نتحدث عن الملف الصحي هناك الكثير من التقصير في هذا المجال الحيوي الذي لم يصل إلى الطموحات التي ينشدها المواطنون.
عندما تعرضت في الأسبوع الماضي إلى ازمة في التنفس ونقلت إلى المستشفى الأميري وخضعت للفحوصات الطبية على أيدي الاختصاصيين الذين قرروا بقائي في المستشفى لمعرفة أسباب هذا العارض, توقفت عند ما يدعيه البعض من أن العلاج في المستشفيات الحكومية ليس بالمستوى المطلوب وذلك لعدم وجود كوادر طبية تتمكن من التشخيص والمعالجة, لكن وللأمانة فقد اختلفت قناعتي تماماً, ولمست ذلك بالتجربة الشخصية فقد وجدت أن الكادر الطبي من الكويتيين والوافدين في المستشفى الأميري تحديداً على أعلى المستويات من الكفاءة إذا لم يكن أفضل من العلاج في الخارج, وهذا يدل على وجود هيئة إدارية عالية المستوى وأذكر منهم الدكتور طارق الجسار والأطباء الذين راقبوا حالتي وبأمانة طبية أشهد لهم بها أمام الله, ومنهم الدكتورة مريم الراجحي والدكتورة وفاء الزعابي وغيرهما من المختصين في الشؤون الباطنية والقلب, وقررت بعد هذه التجربة أنني لن أخرج وأبحث عن علاج خارج مستشفياتنا المحلية, رغم ذلك نؤكد ان أوضاعنا الصحية ليست بالمستوى المطلوب وتحتاج إلى المزيد من البحث والتطوير وهذا يقع على عاتق الوزير والقيادات الصحية المعاونة له, وبصراحة الآن يمكن أن نقول أن الثقة بدأت تعود إلى مرافقنا الطبية إذا توافرت لها مثل تلك الكوادر التي تعاملت معي.
لا أستطيع القول إلا أنكم أخجلتموني ووضعتموني أمام رد شيء من الجميل لكل من سارع بالاطمئنان عليَّ وفي مقدمتهم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد, رغم مشاغله, إلا أنه كلف وكيل ديوان سموه الأخ أحمد الفهد بنقل تحيات سموه والاطمئنان على حالتي وتقديم كل ما تتطلبه الحالة من وسائل علاجية, وليعذرني البعض عن ذكر أسمائهم, سواء من أبناء الأسرة الحاكمة أو بعض الوزراء والنواب والزملاء الصحافيين والكثير من المحبين. فلقد غمرتموني وساهمتم في أن أتخطى هذا العارض الصحي, ولا أملك في هذا المجال سوى الدعاء لله أن يكفيكم شر المرض ويحفظ الكويت أميراً وحكومة وشعباً من كل مكروه, فالصحة كما يقال »تاج على رؤوس الأصحاء«.
salem alwawan@yahoo.com كاتب كويتي
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق