نشرت الزميلة القبس يوم امس الاول – الاحد 10 يونيو خبراً في صفحتها الأولى عن أن عشرات المواطنين عبروا الحدود التركية في سورية للمشاركة في عمليات «الجهاد» الى جانب الجيش السوري الحر ضد قوات نظام بشار الاسد وذكرت الصحيفة ان مكاتب الجيش السوري تستقبلهم الي جانب جماعات كبيرة من السعوديين والجزائريين والباكستانيين ويتم تسليمهم هويات سورية تحسباً لأي طارئ ومن ثم يتم تسليحهم ويوزعون على فرق من شتى المحافظات واكدت المصادر ان عدداً من المواطنين لم يسمح لهم بالدخول لأنهم دون الـ 18 عاماً.
هذا الخبر الخطير يثير عدة تساؤلات حول من شجع ونظم هؤلاء الشباب للانخراط في العمل الجهادي في سورية؟ ولمصلحة من يقتل شبابنا في سورية؟ وهل يعلم اهالي الجهاديين عن تطوعهم وهل الحكومة على علم بما تقوم به احزاب الاسلام السياسي من تشجيع لشبابنا للانخراط في العمل الجهادي.. موقف الحكومة الكويتية واضح وصريح من سورية فنحن نرفض كل انواع العنف الذي يمارس ضد الشعب السوري واتخذت الكويت وشقيقاتها في دول المجلس موقفاً مشرفاً لسحب السفراء ودعم مجهود الامم المتحدة ووساطة الامين العام السابق لحل المشكلة.. اذن لماذا دفع شبابنا للجهاد؟ ما هي مصلحتنا في محاربة النظام السوري هل يقبل نوابنا الذين يجمعون التبرعات ويشجعون المظاهرات ضد النظام السوري أن يقوم النظام السوري.. بتسليح بعض الشباب المغرر بهم للقيام بعمليات ارهابية في بلدنا.. بالتأكيد لا احد يقبل ذلك يبدو ان حكومتنا لم تتعلم من دروس العمل الجهادي في افغانستان والشيشان والبوسنة والهرسك والعراق واليمن حيث تطوع شبابنا للجهاد في كل بقاع المعمورة وعادوا ارهابيين خطرين وقاموا بعدة عمليات ارهابية في الكويت ضد قوات التحالف والسفارات الأمريكية والغربية.
الذي نعرفه ان دول مجلس التعاون تنسق مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب الدولي حيث تسعى السعودية ببذل المال والوقت لمكافحة الارهاب ومنع الشباب الخليجي من التطوع الجهادي في العراق او سورية الآن، ماذا ستقول حكومتنا عندما يستفسر الغرب عن الجهاديين؟ وبصراحة نحن متخوفون على مستقبل بلدنا خصوصاً وان لدينا نوابا يعتبرون علم البلاد ورمزها مجرد «خرقة» او قماش ونائب آخر لا يقف احتراماً للسلام الأميري.. ونواب اخرون يجمعون التبرعات في دواوينهم وهم بذلك يخالفون القانون ولا احد يعرف اين تذهب هذه الأموال.. ربما لدعم العمل الجهادي في سورية او تمويل الشباب المجاهد.
نناشد الحكومة ان تسارع بالاعلان ان العمل الجهادي في سورية من قبل شبابنا مرفوض ويعاقب عليه بالقانون فنحن دولة صغيرة مسالمة ولا نريد امراضا ومشاكل الاسلام السياسي في الوطن العربي تنتقل الينا في الكويت، فقط لأن بعض النواب يتاجرون بالدين للوصول الى كرسي مجلس الأمة على حساب الوطن ومستقبله ليتحرك اولياء أمور الشباب المتطوع ويشرحون للحكومة من غرر بشبابهم حتى لا تصلنا اخبار موت شبابنا في حمص او حماه او تم اعتقالهم وبعدها نبكي ونتظاهر مطالبين الحكومة بالعمل على اطلاق سراحهم، يا أهالي الكويت لا تلقوا بابنائكم للتهلكة.. وكفانا تطرفاً باسم الدين.
د. شملان يوسف العيسى
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق