“بوركت يا وطني الك¯ويت لنا سكنا وعشت على المدى وطنا”
أعتقد أن “المواطنة الكويتية الحقة” تشير إلى تعاون عضو المجتمع وبشكل طوعي مع مواطنيه الآخرين الى تحقيق أهداف وطنية واضحة والوفاء بمسؤوليات اجتماعية معينة تهدف الى ترسيخ حياة مدنية عصرية يغلب عليها طابع الهوية الكويتية الخاصة. أي أن المواطنة الكويتية الحقة تتطلب قيام عضو المجتمع (المواطن الكويتي) بالمساهمة بشكل إيجابي في تكريس المثل والمبادئ الوطنية التي يتفق عليها جميع الكويتيين نظراً الى شموليتها وارتباطها التاريخي بالهوية الكويتية. ومن هذا المنطلق, لا يحق لأحدهم رفض هذه الاستحقاقات والالتزامات الوطنية الكويتية, لأن هذا الرفض يتناقض بشكل واضح مع أبسط المسؤوليات الوطنية المتعارف عليها, وخصوصا تلك التي تتعلق باحترام التراث الوطني والموروثات والعهود والمواثيق الوطنية.
على سبيل المثال, ليس من حرية الرأي والتعبير عدم احترام الثوابت الوطنية الكويتية كضرورة تقدير كل موروث وطني إيجابي يتعلق بشكل مباشر بكيان الهوية الوطنية الكويتية. فمن يرفض أو يعارض أي نوع من الاستحقاقات الأخلاقية والثقافية التي تؤصل الهوية الوطنية الكويتية بكل ما تعنيه من سلوكيات وتصرفات معينة, هو يرفض بشكل أو بآخر المواطنة الكويتية الحقة.
ومن يقدر مسؤوليات مواطنته الكويتية عليه القيام بواجباته والوفاء بمسؤولياته الوطنية بشكل إيجابي وبدافع من الحس الوطني والغيرة الوطنية الكويتية والتي توجد في كل قلب كويتي. فهويتنا الوطنية الكويتية ارتكزت دائماً على تقدير واحترام كل ما هو كويتي بحت: فالكويتي يحترم الأسس والمبادئ الأخلاقية التاريخية التي أوجدتها شراكتنا التاريخية بكل طوائفنا وقبائلنا وشرائحنا الاجتماعية, ولقد توصلنا ككويتيين ومنذ فترة طويلة للإتفاق حول أهداف ومبادئ ومحاذير أخلاقية تنبع من تراثنا المشترك, كالحفاظ على وحدتنا الوطنية والاعتزاز والفخر بعَلَمِنا وبسلامنا ونشيدنا الوطني, وكذلك احترام تنوعنا الطائفي والقبلي والطبقي. فالمواطن الكويتي الحق هو من يحترم عن قناعة شخصية كل ما يرمز الى تراثنا الكويتي المشترك, وهو كذلك من يقبل وبشكل حاسم لا تتنازعه الأهواء الشخصانية أن: الكويت دولة مدنية وليست شيئاً آخر تحاول فبركته بعض عقول وقلوب يبدو طغى عليها الكبر والكفر بالنعمة. والله المستعان.
* كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق