وليد الغانم: هل برأ ديوان المحاسبة «التحويلات الخارجية»؟

صنفان من نواب الامة يفسدان في الارض ولا يصلحان باساليبهما الملتوية وتلاعبهما المستمر بالالفاظ واخفائهما للحقائق في القضايا التي تشغل البلد، وفوق هذا شخصانيتهما الطافحة في تحديد مواقفهما، فهما اما اقصى اليمين واما اقصى اليسار.
قضيتا التحويلات الخارجية والايداعات المليونية مثال صارخ لهذين النوعين، فبعض النواب ركب موجة الاتهامات العشوائية واطلقها يمينا ويسارا ثم تبين كذبه وتضليله للناس بهذه الاتهامات الخادعة، وانما اراد فقط استثارة الناس واشتراكه في الصراخ بهذه القضية واستثمارها لمصلحته. الطرف الآخر من النواب بالعكس كذّب القضية باكملها، ونفاها مرارا وتكرارا، ودافع عن جملة المتهمين بها حتى تكشفت الاوراق، فألجمته الحقائق، وفضحت مواقفه، وبدلا من اذعانه للحق وميله لمصلحة الوطن اما انزوى ساكتا واما ما زال منغمسا في دفاعه المشين متعلقا بخيوط واهية.
تقرير ديوان المحاسبة الذي نشرته القبس (2012/6/7) بين لنا حجم الخلل في قضية التحويلات، وكشف أيضاً تخاذل الجهات الحكومية عن التعاون مع مفتشي الديوان ومنعه من استكمال اعماله بالشكل القانوني والفني الكامل، ومع هذا سمعنا – ويا للعجب – من يعتبر تقرير الديوان براءة في قضية التحويلات. وقد قرأته ولا ادري اين وجدت البراءة الا في اذهان «اصحاب الديون السياسية» والتي ما زالوا يسددون فواتيرها.. فماذا جاء في هذا التقرير عن بعض الحالات؟
1 – عدم وجود تعليمات مطلوبة لوزارة الخارجية من ديوان رئيس مجلس الوزراء وعدم الاستدلال على وجود تعليمات شفهية بها.
2 – لم يمكن فريق التدقيق من استكمال كل إجراءات الرقابة عليها ومطابقة المبالغ المسددة مع المبالغ المصروفة في السفارات لكثير من الحالات.
3 – عدم استكمال فريق التكليف فحصه للمستندات التي تمت عن طريق جهات أخرى.
4 – صعوبة الحصول على بعض المستندات المطلوبة لأعمال الفحص والتدقيق.
5 – لم يتم الإفصاح من قبل وزارة الخارجية عن طبيعة المبالغ المحولة وعن المستفيد النهائي من تلك التحويلات في بعض العواصم الأوروبية والعربية< SPAN style=»LINE-HEIGHT: %150: FONT-SIZE: 14pt» dir=ltr>
6 – عدم إمكان فريق التكليف من فحص المبالغ المتعلقة ببند المصروفات الخاصة في الجهات المعينة.
7 – لم يستطع استكمال واجباته لعدم تقديم الجهات المحقق بها المستندات المطلوبة، فاذا كانت كل هذه الصعوبات والغموض والنواقص التي شابت اعمال الديوان فعن اي براءة يتحدثون..؟
لم تنته قضيتا «التحويلات» و«الايداعات»، ويبدو ان البعض من النواب والحكومة يسعى بيديه ورجليه لافساد مسارات التحقيق فيهما فكيف ستكون النهاية.. والله الموفق.

وليد عبد الله الغانم
waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.