د.صلاح الفضلي: «خرجة» ونشيد

من الخطأ اختزال موقف النائب وليد الطبطبائي من علم الكويت، وموقف النائب محمد هايف من النشيد الوطني، في شخص كل من الطبطبائي وهايف. ربما يعلم الكثيرون أن زلات وليد الطبطبائي كثيرة، وربما يكون قوله «العلم خرجة» إحداها، فهو معروف بأنه Big mouth، ولكن من الصحيح أيضاً أن هذا الرأي يظهر مكنون قناعاته. إذا كان الطبطبائي قد اعتذر عن «زلة اللسان» فإن الحال مختلف مع النائب محمد هايف، فعدم قيامه عند عزف النشيد الوطني هو فعل «مع سبق الإصرار والترصد»، ولذلك فهو لم يعتذر عنه، كما لم يعتذر عن نفس الفعل عندما قام به أول مرة في العام 2008.
الخطورة في الموضوع ليست مجرد القول إن «العلم خرجة» أو عدم احترام النشيد الوطني، الخطورة في الموضوع أن التيار الفكري الذي ينتمي له كل من الطبطبائي وهايف لا يؤمن ولا يحترم الدستور إذا تعارض مع فهمه الديني، ولذلك فإن احترام كل مواد الدستور وكل قوانين الدولة مشروط بتوافقها مع فهمه الديني. كان من حق الطبطبائي وهايف وغيرهما أن يفعلوا كما يفعل فؤاد الرفاعي عندما يعتبر أن الدستور ومجلس الأمة والقوانين شرك، ويجلسوا في بيوتهم، وحينها يكون قولهم وفعلهم يدخل تحت مظلة حرية الفكر، لكن أن يدخلوا مجلس الأمة ويشرعوا لها وهم يحملون فكرا يتعارض مع نصوص الدستور والقانون فهنا مكمن الخطورة.
هذا الفهم للدستور والقانون من قبل التيار الفكري الذي ينتمي له الطبطبائي وهايف هو الذي جعلهما يعلقان قسمهما في بداية مجلس الأمة على عبارة «على هدي من كتاب الله وبما لا يخالف شرع الله». إذن «الجماعة» لهم فهم مختلف لهوية الدولة، في حين أن هوية الدولة في الكويت محددة في الدستور، وهنا يأتي التعارض بين هوية دولة هايف والطبطبائي من جهة، وبين هوية دولة الكويت من جهة ثانية.

المصدر جريدة الكويتية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.