حكمت «الاستئناف» بالتقرير بالامتناع عن النطق على اربعة اطباء في وزارة الصحة مع كفالة مالية 20 ألف دينار لكل منهم، والالتزام بحسن السيرة والسلوك لمدة سنتين، وأن يؤدوا للمدعي بالحق المدني تعويضا مؤقتا قدره 5001 د.ك، وذلك عن تهمة تزوير تقرير اللجنة الطبية الخاص بإحدى المريضات ــــ جريدة الراي.
تطورت سوالف بعض الاطباء من سوء الخدمة والمتاجرة بالمهنة والانشغال بالخلافات النقابية الى فاصل جديد، تزوير محررات رسمية والتلاعب بالتقارير الطبية، وهو امر يسيء للعمل الطبي، ومخالف للنزاهة الوظيفية المطلوبة في هذة المهنة الانسانية.
نعرف ان بعض الاطباء يتساهلون في منح الاجازات الطبية للموظفين، وربما وصلت الحالة لدى بعض المستشفيات الخاصة الى وضع تسعيرة خاصة للاجازة الطبية، تختلف حسب عدد الايام المطلوبة مع خدمة التوصيل للمنزل، ولا ادري لما تتغافل وزارة الصحة وديوان الخدمة المدنية عن هذا النوع من التلاعب الذي يمكن رصده لو تم الانتباه اليه بشكل جدي.
ونعلم ايضا ان الناس يشتكون، وما زالوا، من المحسوبية في تقارير العلاج في الخارج، حيث منحت الفرصة لغير المستحقين وبتسهيلات خيالية، ليقضوا اجازة الصيف تحت مسمى العلاج في الخارج، وحرم اناس يستحقون وحالتهم الصحية خطرة، وبعضهم ادركه الاجل ولم يحصل على حقه من الدولة في العلاج بالخارج بسبب المحسوبية والانتقائية في هذا الملف البائس.
التقاعد الطبي ايضا احد ابواب المخالفات الطبية، حيث يسعى البعض من الجهال للحصول عليه، وهو في لياقة صحية كاملة، فقط للاستفادة المادية، وللأسف يتحقق له مراده من خلال قنوات قانونية شكلية كاملة، وفي الحقيقة هو في غنى تام عن ذلك، فمَن سهل له الامور يا ترى؟
كل هذه المخالفات وغيرها كثيرة واردة في «الصحة»، والسؤال الآن: كيف تضمن «الصحة» للناس حقوقهم اذا تضرروا من الخدمات الصحية سواء في القطاع الحكومي او القطاع الخاص؟ لمن يلجأ المتضررون من خدمات المستشفيات او علاج الاطباء في وزارة الصحة؟ هل توجد جهات تحاسب وتعاقب اولئك المتجاوزين لاخلاقيات المهنة وشرف الوظيفة؟ هل ترشدنا وزارة الصحة الى السبيل لاستيفاء الحقوق من اخطاء وسوء عمل و«تجارة» بعض الاطباء والمستشفيات الخاصة.. من يجيبنا يا ترى؟ ..والله الموفق.
• • •
• إضاءة تاريخية: 2008/7/7 اختطاف المواطن الكويتي حسين الفضالة من المياه الاقليمية الكويتية المجاورة لايران.. الله يفك عوقه ويرحم حاله.
وليد عبد الله الغانم
waleedalghanim.com
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق