لا تتعب حالك وتقرأ لتغريدات وتصريحات أو تستمع لكلامهم في المقابلات، فكلام المرشحين محصور في المواضيع التالية: مال سياسي، الفساد، اسكان، كهرباء، شباب، بدون، المرأة الكويتية، تعليم، المواطن، الاقتصاد! وبما أن المال السياسي الاكثر طرحا بين نواب المستقبل، سنخصص كلام اليوم فقط حول الرشوة السياسية.
المال السياسي هو ذاك المال المدفوع للمواطن لكسب ولائه ومواقفه سياسيا. هذا الشراء يمكن أن يُدفع قبل الانتخابات أو بعد الانتخابات. والمال السياسي ليس كله بالدينار، فيمكن أن يكون بالدينار والدولار والذهب والتذاكر والسفر والماركات العالمية. وعلى طاري السفر، يمكن أن تكون التذاكر رحلات سياحية للناخبين أو رحلات علاجية للمرضى الناخبين.
فلاحظ مثلا أن المال السياسي الذي يتأفف منه المرشحون الآن وأثناء حملاتهم الانتخابية هو مال يُدفع قبل الانتخابات لشراء اصوات الناخبين، لكن المال عند الشخص نفسه لا يُعد سياسيا حينما يُدفع له بعد وصوله للبرلمان.
فالنائب الذي يزدري المال السياسي اليوم أثناء المنافسة الانتخابية، لا يعتبره كذلك حينما يُمنح أرضاً ومسكنا. فليس دائما المال السياسي نقدأ، فهناك مال سياسي على صورة شيك يمكن أن يستلمه صاحبه بحجة «اعمال الخير»، أو أرضا ليبنى عليها مسجداً كون القديم «شينكو»، أو تسوي روحك ما تشوف وتمَشّي الفرعيات، أو تعيّن محسوبين عليه ليجعله يطمر من المعارضة إلى الموالاة ويبررها كونها من واجبات الشرع!
من يقول ان الكويتيين غير مبدعين نقول له غلطان، فالمال السياسي في الكويت فنون وجنون. كان عندنا مرشح يدفع مال سياسي على شاكلة شنط ماركات. والآن موسم الصيف، فإن كنت مفلسا وتريد رحلة سياحية مجانية ما عليك إلا أن تطلب من المرشح رحلة علاج زرع شعر في سويسرا أو تخسيس في التشيك أو تصغير أنف في إيران!
في الادارة يقولون دائما المدير الناجح من يفكر خارج الصندوق، والكويتيون هذا اسلوبهم في العمل البرلماني. هل سمعت عن مال سياسي يشتري شعب بأكمله بعلاوات وزيادات غير مدروسة إلا في الكويت؟! هل يوجد في العالم مال سياسي يدفع في مقرات تسجيل المرشحين وأمام عيون الشرطة إلا هنا!؟ هل يوجد مال سياسي أقوى من الكويت بحيث يعلن أصحابها في الصحف أنهم دفيعة (على وزن قبيضة)!؟
hasabba@gmail.com
المصدر جريدة الراي
قم بكتابة اول تعليق