للمرة الأولى 4 نساء في حكومة مصر

بعد طول انحسار، عاد زمن الكفاءات المصرية، بصرف النظر عن الجنس. ففي حكومة حازم الببلاوي المؤقتة أربع نساء، سيتولين حقائب الثقافة والبيئة والاعلام والبحث العلمي.

خلال عام طويل جدًا من حكم الاخوان المسلمين لمصر، انحسر الدور النسائي في أعلى مناصب السلطة المصرية منحصرًا بالسيدة باكينام الشرقاوي، مساعد رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي. وهذا ما زاد من القهر السياسي الذي مارسته الجماعة بحق النساء المصريات، إذ عابهن أن ينحصر تمثيلهن بالشرقاوي، التي تدين بالولاء لذكورية الجماعة أكثر مما تشعر به من أنوثة مصرية، تعاني الأمرين من افتئات المجتمع على حريتها.سقط حكم الاخوان المسلمين في مصر، وعُزل مرسي، فغادرت معه الشرقاوي، لتشرق على مصر شمس حكومة جديدة، شكلها الدكتور حازم الببلاوي الأربعاء، فيها سابقة أنثوية تاريخية، تمثل في أربع وزيرات يحملن حقائب وزارية وازنة، بعدما انحصر دور المرأة في الحكومات المصرية في وزارات خدمية، لا ثقل لها في عملية اتخاذ القرار سياسيًا وقوميًا.لأول مرة لأول مرة في تاريخ مصر، تتولى إمرأة منصب وزير الثقافة. وفي مفارقة لا سبيل لتناسيها، ستتولى عازفة الفلوت الشهيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم حقيبة الثقافة، وهي فاجأها وزير الثقافة الاخواني علاء عبد العزيز بطردها تعسفيًا من منصبها في إدارة الأوبرا المصرية قبل نحو عامين.وهي عبرت عن فرحتها بهذا الترشيح، “لأنني تعرضت لظلم شديد ممن يتاجرون باسم الدين، وهذا ليس إنصافًا لشخصي فقط، بل إنصافًا للمرأة المصرية، لأنه شرف لي أن أكون أول وزيرة ثقافة في مصر، وسأعمل على الحفاظ على الهوية الثقافية المصرية وعلى عودة الدور المصري في المنطقة العربية، منارة للثقافة في الشرق الأوسط والعالم العربي”، كما قالت في حديث صحافي.

ولأول مرة أيضًا في مصر، تتولى امرأة حقيبة البيئة، إذ ستكون الدكتورة ليلى راشد اسكندر وزيرة للبيئة في حكومة الببلاوي، الشهيرة بمشروع النول اليدوي للسيدات، الذي ربط النظافة النسائية الشخصية بحوافز العمل، وعلم الفتاة العاملة أنه إذا اتسخ النسيج الذى تنتجه سينخفض الأجر الذى تحصل عليه، مع تعليمها أصول الحساب التى تؤهلها لتفهم كيف تبيع وتشترى، والقراءة فى إطار أسماء المنتجات وأسعارها.

لا مستحيل الدكتورة داليا السعدني مرشحة لتولي وزارة البحث العلمي، وهي المهندسة المعمارية التي تخرجت في كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، واستكملت دراستها بإيطاليا، وعادت إلى مصر لتدخل عالم المقاولات وأعمال التصميم الداخلي وتصميم الأثاث، مازجة بين التراث والحداثة.أما الإعلامية المصرية والناقدة السينمائية درية شرف الدين فقبلت أن تتولى منصب وزيرة الإعلام في الحكومة المصرية الموقتة، مؤكدةً أن الموقف الحالي في مصر صعب للغاية، “وأن لي الشرف أن أكون من أبناء ماسبيرو وأن أتولى وزارة الإعلام”.وشرف الدين ممن لمعت أسماؤهن في ثورة مصر الثانية، وهي هنأت الشعب المصري بعد الإطاحة بنظام الإخوان على فايسبوك، إذ قالت: “أثبتنا للعالم بأننا قادرون على محو كلمة مستحيل من قاموس لغتنا، وقادرون على إكمال مسيرتنا في الإصلاح وتطهير البلاد من براثن النظام البائد، وأن ننهض بهذه الأمة التي ولدنا وسنموت بالتأكيد من أجلها، أعاد الله هذه الأيام المباركة على مصر، وأنعم على شعبها باليمن والبركات”.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.