من عدم الانصاف وصف الحكومة بأنها فاسدة، ومن الخطأ رمي المجلس بالفساد، خاصة عندما يأتي الحكم بالمطلق من قبل أشخاص لو سألتهم عن عدد وزراء الحكومة لفتح فمه 5 ثوان قبل أن يقول لك (هاه… يمكن 20)، ولا أعني بهؤلاء الجالسين في الدواوين الذين يتابعون مباريات كأس أمم أوروبا وبين الشوطين يتناقشون في آخر قضية سياسية محلية مع الكثير من الكذب والكثير من المبالغة وأكثر من عدم الفهم، بل أعني نشطاء سياسيين أو ممن يسبغون على أنفسهم هذا اللقب وهو منهم براء، يناقشون ويحللون ولو سألت أحدهم عن تقسيمة الكتل والتيارات السياسية لغيّر دفة الحديث وقال لك «شرايك بساعتي؟»، هؤلاء الناشطون من قراء العناوين العريضة للصحف أو كما يعرفون باسم «قراء المانشيتات» هم مصيبة المصائب، حيث يشكلون وقود نار أي نقاش سياسي، وكونهم من أتباع مذهب (مع الخيل) فتجدهم يبحثون عن اتجاه الموجة ويتبعونها، لا رأي لهم، رأيهم مغيّب ومحكوم وفق اتجاه القطيع، ان كان العموم يمينا تحول الى يميني متطرف، وإن كان العموم محافظا تحول بقدرة قادر من «هتلي» الى شخص محافظ من الدرجة الأولى، وان وجد الموجة تتجه الى التدين، ألقى بـ «شورته» جانبا وخطب في الجمع، أسوأ أنواع الناشطين السياسيين لدينا هم الذين يتهافتون على فلاشات الكاميرات الصحافية أو التلفزيونية، بغير تخصص منهم ولا علم يتحدثون بما لا يفقهون أصلا، وآخر هؤلاء ظهورا تجمع سياسي لو عملت اختبار مادة «سياسة 101» لكل المنتمين له لكانت نتيجة العموم صفرا، مدعومون وبوضوح من مؤيدي الحكومة السابقة، ولو استمعت الى أي منهم لتمنيت لحظتها أن التلفزيون لم يخترع أصلا، حتى لا تسمع حديثه الذي له علاقة بكل شيء إلا السياسة.. والفهم، والمشكلة أنه من الواضح أن هناك من لقنهم ما يقولون، ليهاجموا «الأغلبية» ويهاجموا نواب «المعارضة الحقيقية» أمثال هؤلاء من الناشطين الذين يتم تلقينهم من بقايا حقبة بائدة أجزم لكم أنها لن تعود أبدا، ووجودهم مؤقت، وسيختفون، ويعودون مرة أخرى.. بعد أن يجدوا شخصا آخر.. «يلقنهم».
توضيح الواضح: «الأغلبية» ليسوا ملائكة، ولا منزهين عن الخطأ، وننتقدهم دون هدف إلا هدف الاصلاح، ولكن لابد وأن نعترف أنهم ككتلة سياسية مختلطة الأعراق كان لها دور واضح في وقف جزء من عملية الفساد، وهو امر لايمكن ان ينكره احد.
Waha2waha@hotmail.com
Thaar299@
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق