سارة المكيمي: قام هايف … قعد هايف !

يوم الاحد العاشر من الشهر الجاري كانت صورة النائب محمد هايف تتصدر الصفحة الأولى في ثلاث صحف يومية كبيرة »القبس« و»الراي« و»الوطن«. هذه الصحف برأيي أهدرت مساحة ثمينة عادة ما تتصدرها أهم اخبار الوطن والمواطن لكي تشجب وتعارض وتنافي توجه المذكور في عدم الوقوف لتحية العلم والنشيد الوطني! اهدار مساحات الصحف اليومية الرئيسية لم يعد شيئا يذكر نسبة الى ما شهدناه من إهدار الثروة الوطنية والمال العالم ابتداء من الناقلات وصفقة »الداو« وانتهاء بالمساحات الساحلية على امتداد شارع الخليج العربي والصحف اليومية. تعبنا من لعبة السياسة هذه, ولم يعد في مقدرتنا الفردية كمواطنين احتمال هدر اكبر لكل ما هو لنا, ما يهمنا وما يخصنا.
لو كان محمد هايف رجلا عاديا لم يطلب من الناس أصواتهم ولم ينجح من خلالهم لكي يمثلهم في مجلس الأمة والمشهد البرلماني لقلنا ان من حقه ¯ وفقا لمفهوم الحرية الشخصية ¯ ألا يقف للنشيد الوطني لإنه ربما يراه تقليدا أعمى لعادات غربية طُورت لدعم مفهوم الوطنية وزيادة شعور تلاحم أبناء الوطن الواحد تحت راية بلادهم, أو ربما يرى هايف, كزميله, أن العلم “خِرقة” بالنسبة لهما لا تمثل حب الوطن الذي بقناعتهما لا يشمل أهمية احترام الرموز الوطنية من علم او خريطة! أفهم تماما التوجه لأنني أؤمن أن لنا على قدر اختلافنا واختلاف مناهجنا وأيديولوجيتنا قناعات نؤمن بها وتصرفات تعكس هذه القناعات وتشير إليها.
من صوت لهايف ووالى توجهه الديني لابد أن يكون على قدر مسؤولية الاختيار, فهايف واضح منذ البداية انه رجل »دوغماتي« متعنت لمعتقداته ومتطرف للأفكار والمنهج الذي يتبعه ولا يقبل في ذلك سبيلا للنقاش.
الصحف المحلية من ناحية أخرى بطبيعة الحال والعهد والتوقعات فتحت نافورة التطبيل والتهويل لتعطي لهايف وصورته وكرسيه ومقعده وموقعه في الصفوف الأولى في الاحتفال شرف التواجد على صفحاتنا الأولى لأنه لم يحرك ساقيه وينصب قامته لكي يحيي العلم ويتمتم مع النشيد! نحن في حاجة ماسة لمراجعة الواقع Reality Check تضع نصب أعيننا ما يهمنا حقا وما يؤثر فينا .. ما يقض نومنا وما يؤثر سلبيا في مستقبل البلاد الذي هو مقوم أساسي في مستقبلنا!
أما معضلة إن قام هايف او جلس .. فهي من المفروض ان تكون في صحف »التابلويد« التي تعلك سيرة المشاهير للتنفع والرزق.
sjm1306@gmail.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.