يستحق رجال وزارة الداخلية كل الشكر والتقدير لجهودهم المبذولة في محاصرة وضبط عمليات شراء الأصوات التي يبدو أنها استشرت في الحملة الانتخابية الراهنة لسببين، الأول ضيق الوقت والثاني شدة التنافس، فقرر بعض المرشحين «التناطح» بالدينار والسعي لضمان الكرسي بالرشوة.
شراء الأصوات يأخذ عادة عدة أشكال، قد يكون بخدمات وواسطات وهو أمر له قبول اجتماعي رغم عدم مشروعيته، وقد يكون عبر دفع مبلغ مالي مقابل ضمان تصويت من يتم شراؤه للمرشح، وهو ممجوج ومرفوض ومحتقر جداً، أو قد يكون بحجز جنسية مرشح لضمان عدم تصويته، وهو محتقر أيضاً ويتم عادة بمقابل مالي، وهو غالباً ما يكون شخصاً من الجماعة المحسوبين لأسباب عائلية أو اجتماعية أو مذهبية على مرشح آخر قوي ومنافس ويريد الراشي تقليل حظوظ منافسه فيحجب عنه أصوات أصحابه.
المهم ان رجال الداخلية، كانوا لاثنين منهم بالمرصاد، وحسبما نسمع فإن التهمة «لابستهم.. لابستهم» لوجود مصادر من الداخلية زرعت بين باعة الأصوات، وقبضت من الأموال المشبوهة مما يضع أدلة دامغة لا يفيد معها بعض الصيحات والدفاعات العنصرية، التي تحاول مبكراً خلط الأوراق وتطهير الرشوة بادعاء عنصرية من كشفها.
ما نتمناه من رجال الداخلية الأفاضل مواصلة الطريق.. وبث الرعب في نفوس أي مرشح يفكر باستخدام هذا الأسلوب «الواطي» لبلوغ كرسي يفترض ألا يجلس عليه إلا أصحاب عقول واعية وضمائر حية، قادرون على إدارة شؤون البلاد والعباد والتشريع لهم بعيداً عن مصالحهم الضيقة كنواب.
ربما يكون العثور على مثل هذا النائب حلماً صعب المنال.. خاصة في بلد مثل الكويت نعرف الواقع الاجتماعي والسياسي فيه، مثلما نعرف الدوافع «الشخصية» التي تحرك معظم الناس لاختيار مرشحيهم وممثليهم في بيت الأمة، ولكننا لا نيأس ونظل نبحث ونحاول.
كما ندعو الداخلية إلى عدم التراجع، وعدم التأثر بأي طروحات، خاصة من أولئك المتعصبين الذين يزعمون أنهم أصحاب مبادئ وشرف وقانون، لكنهم ما فتئوا يدافعون عن الراشي، ويطعنون في الأسباب (العنصرية) التي يزعمونها والتي لا تسكن إلا في أدمغتهم، معتبرين أن ما حرك الأمر ضد مرشح راشٍ هنا أو ناخب مرتشٍ هناك هو أسباب فئوية فقط لا غير. وكأن الخطيئة كتبت على كل العالمين إلا أصحابهم فإنهم أطهر من ماء زمزم!!
نرجوكم يا داخلية، أكملوا الطريق ولا يوقفنكم شيء من هذا الإرهاب المكشوف، واضرب المرشح والناخب «المربوط».. فيخاف المرشح والناخب «المفتلت».
وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
@waleedjsm
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق