أزمة تولد أزمة، وحالة من الاضطراب تسود الحياة السياسية في البلاد، وكلما زادت حرارة الجو زادت باطراد حالة التوترات التي أرخت بظلالها على كل منحى من مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والنفسية، الكل فقد الأمن النفسي مما اضطر الكثير من المواطنين الى حزم حقائبهم إلى بلاد الله الواسعة، بحثاً عن حفنة من أمن نفسي واطمئنان وهروب جماعي أو فردي من تلك الأجواء المتوترة المتأزمة المثيرة للقلق، وهاجس الخوف من القضاء على مكتسبات وطن شيدت بصدق وإخلاص عبر أجيال وأجيال.
حتى تبدأ عملية البناء؟ هل أصبحت حلماً وأماني صعبة التحقيق والمنال؟ أين «الأولويات» وتحقيقها على أرض الواقع، وكيف يمكن أن يتحقق وسط هذه الهوجة العارمة من مسلسل الاستجوابات ثم الاستقالات، ثم نبدأ من جديد في اتباع سياسة الترقيع «والمؤقت» والتكليف، قوانين ورد القوانين، موافقة على تلك القوانين، ورفض، وما بين القبول والرفض، والشد والجذب تنسف كثير من الجسور، جسور الثقة، وتخلق حالة من «العداء» ما بين السلطتين، وكأن هناك أيادي خفية تدير تلك الساحة، حتى أصبحنا نكاد نؤمن بأن هناك «حكومة ظل» تدير الأمور، تلك المقولة التي كانت تتداول في الفترة الأخيرة، التي سخرنا من تداولها يوما ما.
من الاستجوابات إلى قضية التحويلات، إلى أزمة الداو والغرامات، حتى وصلت إلى العَلَم وأزمة علم بلادي الذي يرفرف فوق السهل والوادي، وأين نتائج استجواب وزير المالية السابق؟ وما أخبار ما يجري في مؤسسة التأمينات التي ذكرت في الاستجواب؟ لم نعرف شيئاً لم نر شيئاً، لم نسمع عن أي شيء، وكأن المسألة هي في إقالة ذلك الوزير ليس إلا!
البلاد تئن من زخم هذه الأزمات المتتالية التي خلفت أجواء التوتر غير المسبوق، وليظل في النهاية فوق كومة تلك الأزمات علم الكويت عالياً، فهو رمز الدولة وشرفها، وكلنا نقف باجلال واحترام لهذا الرمز الشامخ ولو كنا مقعدين «لامعقدين».
فاطمة عثمان البكر
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق