فؤاد الهاشم: مات الزعيم «قاسم».. عاش «فروخ».. قاسم!!

كنت طفلا في «السادسة» حين قام «الزعيم الاوحد عبدالكريم قاسم» بانقلابه الدموي الشهير عام 1958 في العراق مطيحا بالعائلة الحاكمة ومعلنا قيام الجمهورية العراقية – بعد ان اباد الاسرة بأكملها – باستثناء الأميرة «بديعة» التي كانت تصطاف في لندن مع رضيعها «علي بن الحسين» ونجوا – معا – من المذبحة!! و.. في سن «التاسعة» عندما اعلن بان.. «الكويت هي القضاء السليب الذي يتبع ولاية البصرة»!! صار لدي شغف خاص – بعد ان صرت في سن الشباب – لان اعرف كل ما يمكن معرفته عن شخصية ذاك الرجل، أستطيع القول – بعد قراءة آلاف الصفحات عنه – انني اصبحت قاموسا متحركا لتلك الشخصية العراقية.. العجيبة!! اسمه «عبدالكريم قاسم بن جاسم بن بكر بن عثمان الفضلي»، من منطقة «الفضل» ببغداد – وليس نسبة الى القبيلة العربية المعروفة – من مواليد عام 1914 وقتل في مبنى الاذاعة في عام 1963، عاش في قضاء «الصويرة» في محافظة «واسط»، صار رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع عقب نجاح انقلابه منذ 14 تموز 1958 حتى مصرعه! شارك في فرقة عسكرية للجيش العراقي بحرب فلسطين عام 1948 وصلت الى مشارف «حيفا»، ابن خالته هو المقدم «فاضل عباس المهداوي» رئيس محكمة الثورة «الشهيرة» التي قال فيها لاحد سفراء العراق – في العهد الملكي – وهو يحاكمه بعد ان عرف انه متزوج من بريطانية قائلا له: «هسه انت ليش تتزوج من اجنبية؟ مافي في العراق نساء فاضلات مثل أم نضال»؟ََ! و.. كانت «أم نضال» هذه هي.. زوجة «المهداوي»!! كل الذين حكموا العراق – باستثناء العهد الملكي – كانوا من «هيجي – نوعية» اي.. «كلاوجيه و.. شلايتيه و.. هتليه»!! «عبدالكريم قاسم» لم يتزوج قط وعاش اعزباً، كانت والدته تقول عن – «سر عدم زواجه» – انه.. «لا يريد امرأة اخرى تأخذ مكاني»، وابلغت جاراتها – ذات يوم – ان.. «ابني ما يريد يتزوج هسّه الا بعد ما ينهي فرد شغله موجودة براسه»!! المسكينة لم تكن تعرف ان «الشغلة اللي براس الزعيم» كانت الاطاحة بحكم الاسرة الهاشمية الملكية وذبحهم كالنعاج داخل قصر الزهور وابادتهم عن بكرة.. أبيهم!! أحب – في بداية حياته – معلمة في مدرسة بنات، وكان هو الاخر معلماً حين التقاها في مدرسة بقضاء «الشامية» خلال العام الدراسي 1932-1931! عندما خطبها رفضته لأنه – كما قالت – «مدرس كحيان طايح حظه»، فترك التدريس ودخل الكلية العسكرية و.. صار رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع، واخذ يدور – في زيارات رسمية – على مدارس البنات يبحث عنها، وحين وجدها، شاهد خاتماً ذهبياً في اصبع يدها اليسرى!! لقد تزوجت حبيبته القديمة فنبذ فكرة الزواج بأكملها، وصار – كل ليلة – يسهر مع بنات الغجر في خيامهن حتى مطلع الفجر ليعود وينام في غرفة داخل .. وزارة الدفاع!! مذيعة لبنانية اسمها «فردوس المأمون» كتبت في مذكرات اصدرتها عام 2003 انها زارت بغداد عام 1960 لتغطية اعمال مؤتمر وزراء الخارجية العرب، والتقت «بالزعيم – عبدالكريم» واجرت معه حواراً نشرته في جريدة «الجريدة» اللبنانية، واثناء وجودها في مطار بغداد انتظاراً لطائرتها التي ستعود بها الى بيروت تقدم منها احد الضباط قائلاً انه يحمل لها هدية من «الزعيم» عبارة عن صندوق صغير كتب عليه: «الآنسة العزيزة فردوس المأمون، مع اطيب آمالي وامنياتي»! تكمل المذيعة – الصحافية اللبنانية قصتها – قائلة: «فتحته، واذا بداخله تشكيلة من المجوهرات والاحجار الكريمة ووسام عراقي لا يمنح الا لكبار ضباط القوات المسلحة»!! قام «الزعيم» بالاتصال بسيدة عراقية اسمها «صبيحة الشيخ داود» تعمل كقاضية وترأس مركزاً للاحداث في بغداد – وصديقة لـ«فردوس» – وطلب منها ان.. «تخطبها له»، فوافقت «صبيحة» ونقلت الطلب، لكن «فردوس».. رفضت، فأكمل «عبدالكريم قاسم» عزوبيته حتى لقي مصرعه على يد وكيل ضابط داخل غرفة بمبنى الاذاعة والتلفزيون في التاسع من شهر فبراير عام 1963!! يقول عنه احد رفاقه وهو «الفريق الركن خليل سعيد» انه سأله – ذات يوم – عن اصراره على عدم الزواج، فقال «قاسم»: «آني كل نسوان العراق هن خواتي وامهاتي، شلون تريدني اتزوج»؟! كان نصيرا للمرأة، وهو أول زعيم سياسي في منطقة الشرق الاوسط يعطي المرأة حقيبة وزارية، وساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات! خصومه اطلقوا اشاعة ضده تقول انه سوف يلغي بعد شهر – عقد الزواج الشرعي بواسطة رجل الدين او الملا»، فصدقت تلك الحكاية الآلاف من النسوة «المتحررات» فخرجن في مظاهرة بشوارع بغداد يهتفن «للفريق – عبدالكريم» قائلات: «باجي شهر، والملا.. نذبّه… بالنهر»!! مات المخبول «عبدالكريم قاسم» ولم يعد يطالب بالكويت التي حماها الله منه، لكننا توجهنا الى صناديق الانتخابات البرلمانية – قبل شهور – وانتخبنا «مخابيل» تخرجوا في ذات المدرسة التي أنتجت.. «الزعيم الأوحد».. رحمة الله عليه! والخوف .. كل الخوف من أن تضيع الكويت من بين أيدينا بسبب «كلاوجية» الديرة و«بلشتيتها»!!.
٭٭٭
.. كان الزميل الراحل الدكتور «أحمد الربعي» أيام كتابته معنا في «الوطن» قبل الغزو أكثرنا إحالة للنيابة العامة بتهمة كتابة «مقالات تحرض على قلب نظام الحكم»، وكنت أنا بعده، والثالث هو المرحوم «محمد مساعد الصالح» ثم.. عدد من الزملاء.. تباعاً!! وبالطبع، أكثرنا- جميعا- هو الزميل الراحل «جاسم المطوع» رئيس التحرير.. إذ إنه يحمل التهمة مناصفة مع الكاتب أمام النيابة العامة بحكم منصبه مما جعل عدد مرات «محاولته التحريض على قلب نظام الحكم في الكويت» تزيد على عدد «حبات مسباح» «سلفي» و«صوفي» و«أخونجي» وشيعي.. مجتمعين!! كنت أتندر على هذه التهم وأقول للمرحوم «جاسم المطوع»- ونحن ندخل إلى بوابة قصر العدل- «لو كان نظام الحكم مبنيا من حبات رمال سواحل الفنطاس والفنيطيس وأبوحليفة.. لما تعرض للإطاحة والقلب في كل مقال نكتبه»!! المرحوم «بو محمد» – المسالم والوديع والطيب إلى أقصى حد رحمة الله عليه- كان يلوح لي بكلتا يديه طالباً منى الصمت وهو يقول: «هش.. هش، أنت تبي تحبسنا اليوم»؟! عادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الخوالي وأنا اقرأ خبر حبس اطباء وكوادر طبية في البحرين الشقيقة لمدة خمس سنوات بتهمة «محاولة قلب نظام الحكم»، لأسأل حكومة – الغالية البحرين كما يصفها زميلنا السلفي أحمد الفهد – : «أنا أفهم ان الضباط هم الذين يطيحون بالأنظمة بدباباتهم ومدرعاتهم، لكن.. كيف لطبيب أن يطيح بنظام؟ هل بواسطة استخدام السماعة أم جهاز.. الضغط»؟!
٭٭٭
..الرئيس الإيراني «أحمدي نجاد» يؤكد «على أهمية قيام اتحاد بين مصر.. وإيران»!! يعني اتحاد بين القاهرة وطهران «خيلي – خوبا» و.. اتحاد بين السعودية والبحرين.. «مو – خيلي خوبا»؟!
٭٭٭
.. من روزنامة «العجيري»:
.. لي حيلة فيمن.. ينمم
وليس في الكذاب… حيلة!
.. من كان يخلق.. ما يقول
.. فحيلتي فيه.. قليله!
٭٭٭
.. إلى رئيس ديوان الخدمة المدنية الأخ «عبدالعزيز الزبن»:
.. تساؤل من المواطنين: «متى يتم صرف كادر القطاع الخاص»؟! نتمنى وصول الجواب الشافي لأن وكيل الديوان «رافع الجام على .. الآخر»، ووصل الى سن التقاعد!.
٭٭٭
.. بثت قناة «الجزيرة» في الساعة الثانية من بعد ظهر أمس خبر وصول «باخرة روسية إلى ميناء طرطوس وهي محملة بالجنود من القوات الخاصة الروسية لحماية مصالح موسكو الحيوية في قاعدتها البحرية»!! الخبر نشرناه – في هذا العمود – يوم أمس الاول، أي قبل 30 ساعة من بثه على شاشة «الجزيرة»، وواجب الزمالة يحتم – عليهم في الدوحة – ان يشيروا الى مصدره في جريدة «الوطن» الكويتية قبل ان.. يستولوا عليه!

فؤاد الهاشم
المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.