التفت يميناً تجد منهم عبثاً. التفت يسارا تجد منهم تخريبا، ارفع رأسك أو اخفضها تجد منهم الخوارة والخرطي، مع ذلك فنحن ننسى.
من أجل الصالح العام، اقترح النائب المحترم علي الراشد ادخال بعض التعديلات على الدستور مثل زيادة عدد النواب الى 72 فقوبل باستهزاء وتجريح من جماعة رفعت لواء الا الدستور، ويا سبحان الله، ما ان جاءت اقتراحات التعديل من أفراد من تلك الجماعة بعد ان راجعت نفسها ووجدت أنها مخطئة حتى تحولت المطالبة الى مطالبة ضرورية، وأمر وطني مستحق لابد منه، ما يجعلنا نسأل أليست صفة الخبال التي أطلقوها على النائب الفاضل علي الراشد أولى بها من أطلقوها عليه.
النائب على الراشد رجل واضح، صريح، لا يتلوّن، ولا يشابه هؤلاء الذين يتقلبون على وجوههم وظهورهم حسب المصلحة، وحين أطلق اقتراحه لم يكن يريد الا الاصلاح ما استطاع، ولكن تعال وأنظر لما يريد هؤلاء ان يفعلوا بنا، فالتعديلات التي يطلبون ادخالها لن تكون الا باتجاه المزيد من التخريب والتدمير للكويت، ونتيجتها لن تكون الا للمزيد من الظلام والعتمة.
جماعة الا الدستور التي أصبحت جماعة غيروا الدستور تطمح الى مشاركة سمو الأمير في أدق صلاحياته، وتحلم بانتزاع بعض الصلاحيات ، وتريد ان تتدخل في اختيار الوزراء، وتريد رئيس وزراء من الشعب على الرغم من ان الشعب يستحيل عليه ان يتفق على واحد، ويريدون ان يغيروا الدستور الذي كان عندهم مقدسا وممنوع الاقتراب منه لكي يتحقق لهم كل ذلك.
يريد هؤلاء ان يجعلوا أسرة الحكم في الكويت كغيرها من أسر حكم لا تملك الا افتتاح المعارض، وجمع الأموال لأعمال الخير، واقامة الولائم على شرف رؤساء الدول، وحضور احتفالات البلاد الرسمية، هذا اذا لم يلغوا تلك الاحتفالات لأن العلم خرجة، والموسيقى حرام.
يوما بعد آخر نكتشف ان مشكلتنا ليست فقط في تعطيل التنمية أو ايقاف بعض النواب للمشاريع بداعي استغلال المال العام على الرغم من أنهم هم من يستنزف المال العام بمطالباتهم المادية السخيفة، وتخاذلهم حتى عن اصدار قانون كشف الذمة المالية حين شعروا بأنهم سيكونون أول من يتأثر به، مشكلتنا الكبرى هي في اختيار نوعية لا تملك رؤية أو حكمة لكي تشرع لنا وتراقب عنا.
صار كرسي رئيس مجلس الوزراء هو المطلب الرئيسي الذي يدعو له من هؤلاء من لا يعنيه ان تحترق الكويت، والا فبماذا استفادت باقي الدول العربية من حكوماتها الشعبية غير القهر والفقر والسجن والتعذيب والابادة الجماعية والتهجير والحروب.
لقد كنا سعداء، نعيش في تبات ونبات حتى خرج علينا هؤلاء الذين عشقوا فكرة انتزاع الحكم من أيدي أسرة الحكم، واقترحوا الملكية الدستورية التي تعني الشكل لكم، والحكم لنا، فسعوا الى اقناع الناس ، وصاروا يخططون للوصول اليها، فأدخلونا في حالة بلبلة مستمرة لا تتوقف، وصار كل يوم يمر أسوأ من سابقه، والشعب بصراحة لديه سؤال:
هل سيترك هؤلاء لشأنهم حتى يكملوا علينا، أم تكون هناك وقفة جادة تنهي كابوسهم قبل ان يبدأ؟
عزيزة المفرج
almufarej@alwatan.com.kw
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق