الجنفاوي: السلطتان: عالجوا الأخطاء بالتحاور البناء

“الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ” (الزمر 18).
“وافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم على مشروع مرسوم بتأجيل اجتماعات مجلس الأمة لمدة شهر اعتباراً من الاثنين 28 من رجب 1433 هجرية الموافق 18 من يونيو 2012 ميلادية وذلك استناداً لنص المادة 106 من الدستور” (نقلاً عن »كونا« 18/6/2012).
أتمنى أن تستثمر السلطتان التشريعية والتنفيذية (مجلس الأمة والحكومة) فترة تأجيل اجتماعات مجلس الأمة في إعادة التفكير حول ما يعكر العلاقة بينهما, فجميعنا ككويتيين ننشد أن تتجاوز كلا السلطتين خلافاتهما السابقة عبر تكريس جاد لحوارات بناءة فيما بينهما, فلا يوجد خيارات بديلة في هذا السياق سوى الوصول لنقاط مشتركة أملاً في تحقيق تعاون مثمر يساعدنا جميعنا ككويتيين على مواصلة مسيرة الإنجاز والتقدم الذي تستحقه الكويت.
ومعالجة أخطاء المرحلة السابقة عبر إعلاء شأن التحاور البناء ليس من المفروض أن تبقى فقط شعارات رنانة من دون أن يقابلها جهد مشترك وصادق النية بهدف التغلب على المعضلات والتحديات المشتركة. فأحد أسس “التحاور البناء” بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من المفروض أن ينطلق من ما تم الاتفاق عليه سابقاً, على سبيل المثال: تتفق غالبية أعضاء مجلس الأمة والحكومة حول ضرورة الترفع عن استخدام أساليب التهديد والتجريح الشخصاني للطرف المعارض, سواء كان ذلك الطرف المعارض من الأغلبية أو الأقلية البرلمانية بما إنعكس سلباً, وبخاصة في الفترة الأخيرة في تأزيم العلاقة بين الحكومة والمجلس. فلا توافق ولا اتفاق, بل ولن يتحقق تعاون وتعاضد أخوى في سياقنا المحلي ما لم نتجاوز جميعنا كل أنواع التعسف أو تجاوز أصول الممارسة البرلمانية الهادفة.
والتحاور البناء الذي نأمل أن يتحقق بين السلطتين يشير إلى عملية تبادل آراء منطقية وجادة بين الطرفين تستوعب حجم التحديات الحالية والمستقبلية التي نواجهها في عالم معاصر ومتغير. ومن هذا المنطلق, فالحوارات البناءة Constructive من المفروض أن تكون شفافة وإيجابية دائماً ! فلماذا لا يبدأ الطرفان في طرح تساؤلاتهما الرئيسة وبشكل مباشر وشفاف وديمقراطي للغاية يوضح الخلل الحاصل ويبين سبل تفاديه .وبالطبع كل ذلك من المفروض أن يتحقق في سياق برلماني-حكومي أخوي وعقلاني يرفع من شأن الالتزام بمكارم الأخلاق ويبتعد عن التأزيم المتعمد ويحترم الفصل الدستوري والمنطقي بين السلطات. فلعل وعسى.
*كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.