عندما تفقد عزيزا غاليا من رجالات الكويت الأوفياء المرتبطين بهذا الوطن المعطاء والذين تشهد لهم أعمالهم الخيرة ومبادراتهم الانسانية والذين تبقى بصمات أعمالهم الخيرة شهادة موثقة لمثل هؤلاء الرجال فانك تشعر بالحزن الشديد لفقدان مثل هذا الانسان، وفقدان العم المرحوم شيخان الشيخ أحمد الفارسي أصابني بالحزن الشديد مما جعلني أحاول ايقاف دموع الحزن وأنا أتحدث مع أبنائه بعد رحيله رحمة الله عليه وأبحث بمخيلتي مستذكرا المواقف الانسانية والخيرية لهذا الانسان، فالعم أبو أحمد انسان يتحلى بالتواضع الجم بطبعه لدرجة تشعر وأنت تزور مجلسه العامر بأنك ابن من أبنائه يحييك تحية الأب لابنه ويسأل عنك وعن عائلتك ويجلسك بجانبه، أما مساعداته والتي لا تعرف شماله ما تنفق يمينه وتواصله مع الناس والتي يعرفها كل من يعرف العم أبو أحمد فهي لا تقتصر على الكويت وأبنائها وانما تعدت وامتدت لخارج الكويت خاصة في فترة الغزو العراقي الغاشم على الكويت بما قام به من دور بارز متأثرا بما حل في بلده من احتلال في مساعداته المالية والمعنوية لمواطنيه الذين بلا شك يتذكرون ذلك ويترحمون عليه ويطلبون الرحمة والمغفرة له.
وعزاؤنا الوحيد في أبنائه أطال الله في أعمارهم والذين هم امتداد لوالدهم رحمة الله عليه بأعمال الخير والمبادرات الانسانية وأذكر هنا أنه بعد ان علم أحد الأصدقاء بنبأ وفاة العم أبو أحمد اتصل بي وكدت أحس بدموع الحزن تتساقط من عينيه وهو يقول لي لا أقدر ان أصف لك الموقف الانساني لأحد أبناء العم المرحوم شيخان الشيخ أحمد الفارسي فقد مررت في موقف أبعدك الله عنه ولا أقدر ان أصفه لك وعندما علم هذا الابن البار مثل اخوانه الأعزاء بهذا الموقف اتصل بي وهون الأمر على ووقف بجانبي الى ان انفرجت هذه الأزمة التي أقلقتني، ويضيف الصديق ان العم المرحوم شيخان الشيخ أحمد الفارسي لا نستغرب ان يكون أبناؤه امتدادا لوالدهم بمواقفه الانسانية المعروفة وتواصله، فالرحمة الواسعة للعم المرحوم شيخان الشيخ أحمد الفارسي وتعازينا الحارة لأهله وذويه وأقاربه وأصدقائه ومحبيه وأنا منهم. {وانا لله وانا اليه راجعون}.
بدر عبدالله المديرس
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق