يخطئ من ظن عندما نكتب منتقدين النواب المنتمين للتيار الديني اننا نكتب من باب الخصومة للدين والعياذ بالله او للنائب الذي نعنيه بالانتقاد.
فهؤلاء في الواقع يقيسون الأمور على حجم عقولهم الضيقة ونظرتهم القصيرة..!!
فلهؤلاء ولهؤلاء وغيرهم نقول ونؤكد نحن عندما نكتب فلسنا نكتب ضد الدين، بل لا نزايد على احد في ديننا لكننا متمسكون ولله الحمد بالدين ان لم نكن اقوى منهم فلا اقل منهم ومع ذلك فاننا نؤمن ايماناً يقينياً خالصاً ان الدين والسياسة امران متضادان تماماً مثلما لا يمكن مزج الزيت بالماء كذلك لا يختلط الدين بالسياسة، لذلك عندما نقول للدينيين الزموا المسجد او تفرغوا للعمل الدعوي فإن ذلك هو المكان المناسب لهؤلاء، بل لعلنا نتصور ان تفرغهم للعمل الدعوي اكثر تأثيراً وتأثراً عن انخراطهم في العمل السياسي والديني معاً، فالناس ليس كل الناس بلهاء حتى يصدقوا ان السياسي يمكن ان يكون ناسكاً او ناصحاً ولعلنا في هذا المقام نثبت الابيات التالية لأمير الشعراء احمد شوقي التي تناسب المقام.
برز الثعلب يوماً
في شعار الواعظينا
فمشى في الأرض يهدي
ويسب الماكرينا
الى ان ختم القصيدة بالبيتين التاليين:
انهم قالوا وخير الـ
قول قول العارفينا
مخطئ من ظن يوماً
أن للثعلب دينا
فالسياسي لا ريب هو الثعلب الواعظ وهو الناسك وشراهته كشراهة الثعلب الذي يريد بالحيلة ان ينقض على الديك المسكين..!!
ربما هناك نواب دينون او متدينون صادقون تدل وجوههم على النقاوة وصدق العمل والقول. ولكن من يريد الدين فالدين دين واحد. ولون واحد لا اديان متعددة فالدين الصادق النقي الخائف من الله يعامل الناس بغض النظر عن معتقداتهم او مذهبهم او توجهاتهم الدينية والفكرية على اساس انساني واحد لا وفقاً لمعيار الانتماء الديني او المذهبي خصوصاً ان النائب يمثل الأمة يشرع للأمة لا لمذهب او لطائفة او لناخبي دائرته.
هناك الكثير من الوقفات التي تحتاج المراجعة والتأمل من النواب الدينيين او من الناخبين فالمساءلة مطلوبة من الناخب لنائبه وعلى الاخص النواب المتدينون، فملعون من يقطع اوصال الأمة ويقسم افرادها تقسيمات جاهلية كالمناطقية او الطائفية والمذهبية والقبلية، كل ذلك من اجل ضمان كرسيه في داخل المجلس، فمثل هؤلاء ان وجدوا في المجلس وهم موجودون يسلكون مسلك الكذابين والمنافقين. حيث ارتدوا عباءة الدين لمكاسب ومنافع دنيوية زائلة..!!
ان من يريد الدين فالدين ليس مكانه قاعة مجلس الامة فقاعة المجلس ليست محفلاً دينيا، وانما هناك زوايا المساجد وقاعات المحاضرات والمراكز الثقافية هي الاماكن الانسب لنشر الثقافة الدينية وتوعية الناس والعمل الدعوي.
كلامنا هذا لئن كنا لا نقصد به احداً بيد انه ينطبق على كل النواب الحاليين او القادمين الذين يتدثرون بعباءة الدين ويصبغون وجوههم باللحية المباركة، فلقد قال الحق «لا يخلق الله من قلبين في جوف امرءٍ».
اكرر.. نحن لسنا ضد الدين.. نحن ضد المتكسبين بالدين..!!
< أتقدم بخالص العزاء وصادق المواساة الى الاستاذ ايوب حسين الايوب في وفاة المرحومة باذن الله السيدة حرمه، سائلين المولى العلي القدير أن يتغمد المرحومة بواسع رحمته ويسكنها فسيح جناته ويلهم اهلها وذويها حسن العزاء، وإنا لله وإنا إليه راجعون، لا أراكم الله مكروهاً بعزيز، وجزاكم الله خير الجزاء.
حسن علي كرم
المصدر جريدة الوطن
قم بكتابة اول تعليق