وليد الغانم
(تم اكتشاف نحو 250 ألف حالة مسجلين كخدم لكنهم حقيقة غير موجودين في منازل كفلائهم الذين لم يسجلوهم ضمن التعداد ونحو 120 ألفا من الاجانب لم يتم رصدهم رغم انهم يمتلكون اقامات صالحة) – («الوطن» 2012/3/18).
الكويت دولة مؤسساتها مخترقة، الدلائل والعلامات واضحة، وبعض هذا الاختراق بعلم الجهات المسؤولة وربما تسهلها على المستفيدين من أصحاب المصالح. والأرقام المعلنة، حسب اعتقادي، أقل من الواقع الذي يؤكد وجود عشرات الآلاف الموجودين على أرض الكويت باقامات غير صالحة أو منتهية أو بإقامات غير حقيقية مثل الذين يدخلون البلاد بتأشيرات وهمية ثم يظلون يهيمون على وجوههم ويمارسون أنواع الفوضى كما في مقاطعة جليب الشيوخ المثال الأكبر لذلك.
تجارة الإقامات أمرها سهل لو أرادت الحكومة القضاء عليها، لقد أخبرني صديق مسؤول في «الشؤون» قبل سنوات أن كشفاً كاملاً أعد باسماء اكبر تجار الاقامات بالبلد وعدد العمالة التي دخلت الكويت تبعا لهم، وسلم هذا الكشف لقيادات في البلد ليتم تصحيح الأوضاع، لكن شيئاً من هذا لم يحدث!
يا ترى من سيكون أفضل من وكيل وزارة الداخلية السابق، الذي يتولى وزارة الشؤون حالياً، لمعرفة حجم كارثة تجارة الإقامات في الكويت؟ لقد صرح وزير الشؤون أول أيام عمله، قائلاً ان «التركيبة السكانية من أولويات عملي في الوزارة، وتجارة الإقامات من أسباب ذلك، وسنحاربها ونعمل على تلافيها من أجل القضاء على العمالة الهامشية التي تهدد الأمن وتعتبر ثقلاً على الدولة» – («كونا» 2012/2/16).
اني أقول لمعالي الوزير، انك لو أنجزت ملف تجارة الإقامات، فإن هذا يكفي لك إنجازاً لن ينسى، فوزارة الشؤون محملة بتركات لا حصر لها: الجمعيات التعاونية والرياضة وقطاع الرعاية الاجتماعية وملفات أخرى داثرة منذ سنوات فلا تشغل نفسك بها كلها في وقت واحد فلن تنجز شيئاً كما فعل سابقوك، وإنما ركز جهدك عليها واحداً تلو الآخر، وأي ملف أهم من العمالة السائبة التي ترتكب الجرائم وتستهلك مقدرات البلد وتعيش حياة السخرة مع كفلائهم أو مصاصي الدماء البشريين؟
تجارة الإقامات كارثة إنسانية وإفساد في البلد، القضاء عليها واجب، فهل يفعل الوزير الرجيب ما عجز عنه سابقوه؟ نتمنى ذلك.. والله الموفق.
***
• تغريدة اليوم – الإضراب لأجل زيادة الرواتب والميزات مع اللامبالاة بالإضرار بالناس دليل على ان حب فلوس الوطن أعظم من حب الوطن نفسه عند البعض.
وليد عبدالله الغانم
waleedalghanim@
المصدر جريدة القبس
قم بكتابة اول تعليق