بتاريخ 14 يوليو الماضي كتبت في زاوية خووش حچي أن مستوصف الوفرة الزراعية لا يوجد فيه سوى كمام واحد لمعالجة حالات الربو الطارئة، والمهم مر شهر رمضان المبارك الذي كان قد حل في التاسع من شهر يوليو، وجاء العيد وانتهت عطلة العيد، وبعدها، بعد شهر كامل، ورغم أن مستوصف الوفرة في الوفرة ووزارة الصحة في الشويخ (الفاصل بينهما نحو 80 كيلومترا، وذلك بحساب انه ليس لديهم هواتف ولا فاكسات) وبتاريخ 13 أغسطس الجاري ردت وزارة الصحة على تلك الشكوى بكتاب رسمي جاء فيه: «تهدي إدارة العلاقات العامة والإعلام أطيب التمنيات وتتمنالكم مزيد من التقدم والازدهار» وهذا ما كتب «تتمنالكم» في رد الصحة وليس «تتمنى لكم» كما هو الصواب إملائيا.
وأكملت الوزارة ردها «نود إفادتكم بأنه جاءنا الرد من مدير منطقة الأحمدي الصحية د.فهد الفودري بأن أجهزة الكمام متوافرة بشكل كاف حيث يتوافر في المركز 4 أجهزة تعمل وجهازين احتياط (وليس جهازا واحدا كما ذكر في المقال) وجميعها تعمل بكفاءة ممتازة».
> > >
إلى هنا وانتهى رد الوزارة، وسأصدق الوزارة وأكذب عيني، فلم أكتب الشكوى من رأسي، ولا نقلا من «شاهد عيان» ولا من مراجع، بل من تجربتي الشخصية، كنت هناك، مراجعا، ولم يكن هناك سوى طبيب واحد وممرض واحد وكاتب مستوصف، أي عدد الأجهزة «المزعومة» أكثر من عدد موظفي المركز، المهم، ما شاهدته هو جهاز كمام واحد فقط، في غرفة بجانب غرفة الطبيب وعندما سألت أين بقية الأجهزة، قال أحد الموظفين: «ليس لدينا سوى هذا»، طبعا إذا كانت بقية الأجهزة في المخزن، أو أنهم «خاشينها» تحت الطاولة، هذا ليس ذنبي.
> > >
المبدأ الحكومي عامة في الكويت، وليس في الصحة وحدها، يقوم على سياسة الإنكار، وكأن الحكومة تقول للشعب:«نحن صح وأنتم غلط»، بل إن قاعدة مبدأ الإنكار الحكومي تطورت مؤخرا إلى جملة أكثر وضوحا هي:«نحن على حق حتى وإن أخطأنا، وانتم على خطأ مهما كنتم على صواب».
> > >
بالأمس أعلنت وزارة الصحة أنها ستقوم بإنشاء أجنحة ملكية في المستشفيات بـ 50 دينارا مقابل الإقامة يوميا، وعامة، المنطق البسيط الذي يمكن أن يرد به على الصحة أي شخص هو: «اللي يقدر يدفع 50 دينارا باليوم قسما بالله عمره ما يفكر يمر بمستشفياتكم لا مريض ولا صاحي».
> > >
توضيح الواضح: انتبهت لأن أغلب الوزارات تأتي في ردودها أخطاء إملائية لا تغتفر، والوزارة التي تتفوق على الصحة في الأخطاء الإملائية هي وزارة الإعلام.
> > >
توضيح الأوضح: أتمنى وليس «أتمنا» ألا تكون أخطاؤكم الطبية بقدر أخطائكم الإملائية.
Waha2waha@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق