بدأت الجماعة ومنذ نشأتها الأولى بأعمال العنف والتفجير والاغتيال ابان عهد الملك فاروق الذي أيدها وناصرها في مقابل معارضة حزب الوفد إلا أنها ردت عليه باغتيال رؤساء وزاراته من حلفائه السعديين أمثال ماهر والنقراشي وحاولوا اغتيال ثالثهم رئيس الوزراء إبراهيم عبدالهادي الذي أصدر أمرا بحل الجماعة عام 1948 وانتهى باغتيال مؤسسها حسن البنا وتوقفت على أثر ذلك عمليات التفجيرات والاغتيالات وإن كانت الجماعة حسبت لاحقا كأحد الأطراف التي تم اتهامها بالوقوف خلف حريق القاهرة الشهير في يناير عام 1952.
>>>
مع قيام انقلاب يوليو 1952 أعيد الاعتبار للجماعة بعد أن تم حل كل الأحزاب الأخرى وأدخلت في الحكومة وتمت محاكمة قتلة مؤسسها ضمن محاكمات محكمة الغدر نوفمبر 53 إلا أن الجماعة أرادت الوصاية على قرارات مجلس الثورة فبدأ خلاف انتهى بمحاولة اغتيال الرئيس عبدالناصر في أكتوبر 54 وحل الجماعة حلا نهائيا بعد عامين من السماح لها بالعمل (توسط الملك سعود فسُمح في 25/ 3/ 1954 بعودة الجماعة للعمل وتسليمها ممتلكاتها بعد ان حلها الرئيس محمد نجيب في 14/ 1/ 1954) وتكرر الأمر في الستينيات عندما أطلق عبدالناصر سراح قياداتها عام 60 فتمت محاولة اغتياله ونسف الجسور والمباني في أغسطس عام 1965.
>>>
وأطلق الرئيس السادات سراح الإخوان وأعاد الاعتبار إليهم تحت قيادة عمر التلمساني وأطلق يدهم في النقابات المهنية والاتحادات الطلابية لسحب البساط من القيادات القومية والناصرية واليسارية والماركسية إلا أنهم انقلبوا عليه وتوج خلافهم بقتله في 6/ 10/ 1981 وتلاه تفشي عنفهم في مناطق الصعيد وذهب المئات ضحية لذلك العنف غير المبرر.
>>>
كان أول قرار اتخذه الرئيس مبارك مع تسلمه الحكم هو إطلاق سراحهم من السجون ومحاولة الوصول لقواسم مشتركة معهم مثل الاتفاق على مشروع محاربة الاحتلال السوفييتي لأفغانستان الذي كان في بدايته واستمرت الهدنة حتى انتهاء تلك الحرب عام 89 الذي تلاه قيام الجماعة بقتل الرجل الثاني في مصر عام 90 ونعني رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ثم محاولة اغتيال الرئيس مبارك عام 95 وقتل 58 سائحا في الأقصر عام 97 وعشرات العمليات الإرهابية الأخرى، مما جعلهم يدخلون في مواجهات مباشرة مع الدولة انتهت بمراجعاتهم الشهيرة وقرارهم بوقف العنف من داخل السجون.
>>>
إن القرار الأنسب للدولة المصرية هذه الأيام هو إصدار قرار يدين عنف الجماعة القطبية ويعلن حلها وإبعاد العناصر والقيادات المتطرفة منها وتجريم صلتها بالتنظيم الدولي المخرب قبل أن يسمح للجماعات النابذة للعنف فيها بتولي زمام أمورها تحت مسمى جديد ينفض عن ملابسها الجديدة البيضاء التاريخ الدموي والإرهابي الذي لطخ ملابسها بالدماء لما يقارب 80 عاما، على أن تعلن القيادة الجديدة حل التنظيم الخاص والاستغناء عن منصب المرشد بعد أن رشدت الناس وقطع الصلة بالتنظيم السري الدولي المشبوه التوجهات والتطلعات.
>>>
آخر محطة: (1) ما يوضح أن التنظيم الدولي للإخوان ضالع حتى النخاع في التآمر على مصر هو فرضه لشروط متشددة غير عقلانية لا مثيل لها في تاريخ الدول مثل إرجاع رئيس خلعه الشعب الى الكرسي تحت رايات العنف والإرهاب وتركيع الدولة.
(2) دعمت القيادات القطبية والمتشددة للإخوان وعلى رأسها البلتاجي أو البلطاجي العنف في القاهرة والإرهاب في سيناء، فكيف يرجع للسلطة من تلطخت يداه بدماء الأبرياء؟!
(3) بعد أن كانت مصر أسيرة الإرهاب لمدة عام إبان جلوس مرسي على الكرسي، أصبحت قاهرة المعز هذه الأيام آسرة للإرهاب يخرج أمامها رافعا يديه.
(4) باختصار.. أداء مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية د.مصطفى حجازي ومستشاره الإعلامي الزميل أحمد المسلماني يقارب الكمال.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق