سامي النصف: تشويش عقل الأمة

إذا أردت ان تضر بأمة فما عليك إلا أن تشوش عقلها بالكامل حتى لا تعرف يمينها من شمالها، ليلها من نهارها، عدوها من صديقها، ويكفي في هذا السياق ان امتنا العربية هي «الوحيدة» المسلطة على رؤوس ابنائها اكثر من 300 قناة اخبارية عالمية ومحلية بينما لا تزيد القنوات الإخبارية الموجهة لـ 300 اميركي او 400 أوروبي عن عدد لا يزيد على اصابع اليد الواحدة.. لا يشاهده احد!
>>>

وفي نظرة سريعة للمشهد السياسي في المنطقة نجد ان الغرب يتعاطف بشدة مع القطبيين في مصر رغم حرقهم الكنائس وتعديهم بالتبعية على معتقدات الاقليات، ويقف ضد القطبيين في سورية رغم وقوع مائة ألف قتيل، بالمقابل روسيا تقف ضد الاخوان في سورية ومع الاخوان في مصر، مع حكم العسكر في دمشق وضد حكم العسكر، كما تدعي، في القاهرة.

>>>

الرئيس المخلوع محمد مرسي كان يمارس نفس لعبة التشويش حيث يقف ضد النظام السوري ويسحب سفيره من دمشق وفي الوقت ذاته يعلن تطابق سياسته تجاه الاحداث في سورية مع سياسة روسيا الداعمة كما هو معروف لدمشق.

>>>

تركيا والدول الغربية تعطي لنفسها حق فض الاعتصامات في عواصمها ومدنها الرئيسية بقوة السلاح، نفس الدول ترفض قيام مصر بفض الاعتصامات الجائرة على ارضها رغم طول امد تلك الاعتصامات. الولايات المتحدة تصدر قوانين مكافحة الارهاب التي تتخطى بها كل ما اتى في اعلان حقوق الانسان فتراقب وتعاقب وتسجن بالشبهة وحتى دون محاكمات الا انها ترفض مكافحة مصر للإرهاب على ارضها رغم ان الاجراءات المصرية علنية وتخضع للقوانين والمحاكمات المراقبة دوليا.

>>>

النظام في دمشق يقتل السنة في سورية ولبنان، نفس النظام يقف بقوة مع السنة في العراق ويؤوي زعاماتهم ويزود ارهابييهم بالمتفجرات التي تقتل الشيعة وتهدم مقدساتهم وتضر بحكومة المالكي. الاخوان في الكويت ضد ثورة الناس في البحرين ونزولهم للشوارع ويعتبرون مطالب الحكومة الشعبية هناك خروجا على الدستور وانقلابا على الشرعية وخدمة لأجندات الخارج، الاخوان في الكويت يعملون تماما ما يرفضون عمله في البحرين.. وعجبي!

>>>

آخر محطة: استكمالا لمقولات «بيض الخعفق وفرخ العنفق» و«خميس كمش خشم حبش» التي يقصد منها تشويش عقل الإنسان حتى لا يستطيع ان يميز بين المفردات، كيف يمكن تفسير علاقة دمشق العلمانية بحماس الدينية بدلا من السلطة العلمانية وما الخطوط التي تربط ايران بالقاعدة وتجعلها تؤوي عائلات بن لادن والظواهري؟! ويمكن للأسئلة ان تمتد لطبيعة العلاقة بين الدول الغربية وإسرائيل بالأنظمة والمنظمات الاسلامية!

والأسئلة المربكة تطول وتطول ويزداد معها العقل والأداء العربي تدهورا..!

ومنعا للتشويش والخداع.. لو كانت المعارضة السورية تملك السلاح الكيماوي وصواريخ لحمله لاستخدموه ضد جيش وشبيحة النظام دفاعا عن أنفسهم وعائلاتهم وأطفالهم، فهل سمع احد قط بسقوط جندي واحد من صفوف النظام بـ … الكيماوي؟!
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.