وليد الغانم: حماية أهل الكويت لحكم آل الصباح

خمسة مواطن بارزة يذكر فيها التاريخ مساندة الشعب الكويتي للأسرة الحاكمة وحمايته لبقائها واستقرارها ورفضه استبدالها وصون وحدتها ضد التفكك والاختلاف اللذين يهزان كيان الوطن، وبالرغم من غياب التفاصيل الوافية لبعض هذه الأحداث، لكن تذكرها وإعادتها فائدة لمعرفة عمق العلاقة بين الكويتيين والحكم. هذه المواطن الخمسة، وقد يوجد غيرها، حسب تدرجها تاريخياً، هي:

1 – 1814 عند وفاة الشيخ عبدالله الأول بن صباح، وكان ابنه الوريث للحكم جابر بن عبدالله بن صباح مغاضباً في البحرين، فانتظر الكويتيون عودته ليبايعوه، وقيل بل أرسلوا له وفداً يناديه للمبايعة ليستمر الحكم في ذرية بن صباح.

2 – 1921 عند وفاة الشيخ سالم المبارك وقّع وجهاء البلد الوثيقة المشهورة للمطالبة «بإصلاح بيت الحكم كي لا يجري بينهم خلاف»، وحددوا الإمارة في ثلاثة من الصباح تتم مبايعة أحدهم.

3 – سنة 1937 كانت الحركة الوطنية في نشاطها للمطالبة بإشراك الشعب في الإدارة العامة للدولة، حاول القنصل البريطاني الكابتن ديكورى تأليب الكويتيين على الشيخ أحمد الجابر، وزيّن لهم توقيع عريضة يطالبون بتغيير نوع الحكم في الكويت، إما بجلب مستشار إنكليزي لحاكم الكويت، وإما بحكم إنكليزي مباشر، لكن أهل الكويت رفضوا وشايته، وأرسلوا له عبدالله بودي ليخبره أن أهل الكويت لا يرون مطلقاً إحداث تغيير في وضع العائلة الحاكمة، وأنهم لا يؤثرون بديلاً لحكم الشيخ أحمد الجابر، وإنما فقط يصرون على إدخال الحياة النيابية في الكويت.

4 – 1990 في الغزو العراقي عندما أقيم مؤتمر جدة المبارك لتجديد البيعة بين الشعب الكويتي وحكم الصباح ورفض الادعاءات العراقية الكاذبة في موقف أبهر العالم.

5 – 2006 عند وفاة الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، طبّق الكويتيون مواد الدستور وبايعوا سمو الأمير الحالي الشيخ صباح الأحمد بعد إعفاء الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله من سدة الحكم لظروفه الصحية.

وتعتبر هذه المواطن الخمسة من أبرز الأمثلة على توافق الشعب الكويتي لحماية الكويت من أي فتنة داخلية تمس أسرة الحكم، يقول أهل الكويت في الأمثال التي تضرب في متانة العلاقة «خيط وميبر» والعلاقة بين الكويتيين والأسرة الحاكمة أعظم من الخيط والميبر، بل نحن وإياهم جسد واحد.

إن في التاريخ عبرة للحكماء، انظروا له جيداً وتمعنوا في أحداثه لتبعدوا عن الفتن، ولتحموا الوطن..

والله الموفق.

***

• ملاحظة: الأحداث الثلاثة الأولى من مراجع تاريخية مختلفة.

وليد عبدالله الغانم

waleedalghanim.blogspot.com
المصدر جريدة القبس

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.