يستعمل أصدقاؤنا الأميركيون تعبيراً عامياً لتقديم نصيحة حول عدم التعامل مع بعض الأشخاص المنفرين: “رجاءً, لا تطعم الأقزام الشريرة ” ! ويشير هذا التعبير إلى ذلك النوع من الأشخاص المثيرين للشغب الذين يبحثون دائماً عن الخصام مع الآخرين. ويتم عادة استخدام هذا التعبير التحذيري في شبكات التواصل الاجتماعي حيث يكثر وجود أفراد معينين يرغبون دائماً في إلحاق الأذى العاطفي بالآخرين عبر تعليقاتهم الشخصانية والوقحة والحشرية. ويأتي هذا التعبير العامي من الاساطير الاسكندنافية التي تصف “الترول” Troll بكائن خرافي أو “قزم أو جبار خرافي يسكن الكهوف أو يقيم تحت الأرض” (المورد 902). ويواجه الإنسان السوي في شبكات التواصل أنواعاً مختلفة من الناس, فثمة أفراد يشاركون الآخرين خبراتهم الشخصية ويتبادلون معهم المعرفة بهدف تكوين صداقات إلكترونية صحية. ولكن ثمة نوع معين من مستخدمي شبكات التواصل يستعملون “تويتر” و”فيس بوك” و”غوغل بلس” لبث نرجسيتهم وحقدهم وكرههم ونقمهم ووقاحتهم ضد الأفراد المسالمين: من يستعمل شبكات التواصل لبث خطابات كراهية شخصانية وحاقدة وناقمة ضد بعض الأفراد, أو ضد دياناتهم ,أو ضد أعراقهم, أو ضد ثقافاتهم الوطنية هم بشكل أو بآخر وحوش “تويتر” قزمية, وقحة اللسان ومعوجة التفكير.
أعتقد أن ثمة طرقا معينة للتعامل مع بعض “ملاقيف” “تويتر” الحشريين والوقحين: أولاً: تجاهلهم, ثانياً, يمكن لمن يقع ضحية لهذه الكائنات الخرافية الحشرية أن يبلغ عن إساءتهم لشركة “تويتر”: حيث وفرت خدمة “تويتر” خاصية التلبيغ عن المضايقات والاساءات عن طريق ضغط زر الإبلاغ “Report” الى جانب الرسالة, بل يوفر “مركز المساعدة” في الصفحة الرسمية لشركة “تويتر” خيارات لضحايا الاساءة: فيمكن لمن يشعر أنه وقع ضحية للاستخدام المسيء لخدمة “تويتر” اختيار خاصية التلبيغ التالية:
شخص ما على “تويتر” يقوم بنشر معلوماتي الخاصة.
يقوم شخص على “تويتر” يمارس عملاً مسيئاً.
شخص ما على “تويتر” يقوم بإرسال تهديدات عنيفة إليّ.
إذا كان التفاعُل قد تجاوز نقطة الاسم وكنت تشعر بخطر, اتصل بالسُلطات المحلية حتى يتمكنوا من إجراء تقييم دقيق لجدية التهديد ويساعدوك على حل المشكلة محلياً (المصدر – “تويتر”- مركز المساعدة).
ربما ينفع أحيانا تجاهل تغريدات المسيئين في “تويتر”, ولكن عندما يشعر أحد المغردين أنه تعرض لإساءة عنيفة فأول خطوة يقوم بها من المفترض أن تكون: تبليغ شركة “تويتر” حول الإساءة. ومن المفترض أيضاً أن يبلغ الضحية سلطات الأمن المحلية مباشرة ومن دون تردد.
كاتب كويتي
khaledaljenfawi@yahoo.com
المصدر جريدة السياسة
قم بكتابة اول تعليق