وليد الجاسم: اقتراح.. لن يعجب الكثيرين

بعض قرارات الدولة التي تتخذ بقصد فائدة المواطن وراحته تتحول دون قصد إلى نقمة عليه ونقمة على البلاد، لأن أبعاد هذه القرارات لم تتم دراستها، ولم ينظر أحد إلى أكثر من الورقة التي تم توقيع القرار عليها.
السماح بزيادة نسب البناء في بيوت السكن الخاص أحد تلك القرارات التي اتخذت بحسن نية ولكنها جاءت بنتائج عكسية.
لقد أدى هذا القرار إلى التوسع الشديد في بناء الكويتيين لمنازلهم وحرصهم على استغلال كل متر مربع متاح لهم بناؤه، وربما لا يكفيهم ذلك ويمارسون بعض المخالفات الإضافية.
إذا كبرت المنازل زادت تكاليف بنائها وتكاليف صيانتها واحتاجت الى المزيد من الكهرباء لإنارتها وتكييفها ضد هذا الجو الحار، ستحتاج أيضاً إلى المزيد من خدم المنازل ليتمكنوا من رعاية هذه البيوت الكبيرة وتنظيفها بشكل يومي ما سيؤدي إلى المزيد من هدر المياه والطاقة والاختلال في التركيبة السكانية ناهيك عن الهدر الذي يصيب جيب المواطن من كل تلك التكاليف مجتمعة.
الكثير ممن بنوا منازلهم أيضاً استغلوا السماح بزيادة نسب البناء وحوّلوا بيوتهم إلى عمارات سكنية في مناطق السكن الخاص، وبعدما كان الكويتي يبني طابقين يسكن أحدهما ويؤجر الآخر لاعانته على سداد القرض ، صار البيت عبارة عن سرداب وثلاثة أدوار ونصف وكل دور شقتان بما فيه السرداب والنتيجة ان البيت صار عمارة من ست إلى 9 شقق، وأن الفرجان ضاقت بالسيارات خصوصا وأن معظم هذه العمارات غير القانونية تطل على شارع واحد ورصيف ضيق لا يزيد عن ثلاثة أمتار وواجهة محدودة غالباً لا تزيد على 16 متراً، بسبب فرز القسائم الكبيرة، وبالتالي المواقف لا تكفي لكل السكان علماً بأن لكل شقة سيارتين على الأقل بمجموع ما بين 18-12 سيارة لكل بيت، وهنا يتعدى الجيران على بعضهم وتتوتر العلاقات وتضيق الشوارع إلى درجة أن سيارات القمامة تتورط أحياناً وهي تحاول العبور بين السيارات ليلاً!
ما الضيراذا صغرت مساحات البناء في القسائم، وعاد «الحوش» البهيج الى البيوت؟ ما الضير اذا سكن الاخوة الصغار في غرفة او غرفتين فقط بدلا من ان يسكن كل منهم في غرفة لوحده وحمام لوحده ويعلن استقلاله التام عن الاسرة؟، ما الضير اذا رجعت «غرفة التلفزيون».. او غرفة المعيشة الواحدة التي تجمع الكل بدلا من ان يعتزل كل فرد في البيت وحده لا يرى احدهم الآخر؟! انها مجرد تساؤلات وامنيات اعلم مسبقا انها لن تعجب الكثيرين.

أوباما.. وعبدالحليم.. في يوم.. في شهر.. في سنة

على غرار أغنية عبدالحليم حافظ الشهيرة.. في يوم.. في شهر.. في سنة.. ألقى الرئيس الامريكي باراك حسين اوباما كلمته المنتظرة متوعدا بضرب سورية عقابا لها على استخدام الكيماوي في قتل الشعب المغلوب على أمره بدلا من الرصاص والتفجير!!
الحسم المنتظر من اوباما لم يحدد له وقت تماماً مثل الاغنية الشهيرة.. فقد أعلن ان ضربته لسورية قد تكون اليوم.. او بعد اسبوع.. او بعد شهر من إلقائه الكلمة.
كم تمنيت لو كان الملحن المبدع كمال الطويل حيّاً.. والعندليب عبدالحليم حافظ حيّاً.. ليكملا المشوار ويغنيا.. «اليوم.. بعد أسبوع.. بعد شهر».
المشكلة ان عبدالحليم كان يقصد انه في يوم.. في شهر. في سنة.. تهدأ الجراح وتنام.. لكن الشعب السوري المكلوم جراحه ستزداد وتتفاقم ولن تهدأ قريباً.

وليد جاسم الجاسم
waleed@alwatan.com.kw
@waleedjsm

المصدر جريدة الوطن

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.