أهم دروس غزو الكويت عام 90 هو أننا إذا ما تعاملنا مع بلدنا على انه «وطن مؤقت» كما حدث حتى ذلك العام فإنه سيتحول بالفعل إلى وطن مؤقت أقرب لمحطة وقود يتم التزود منها بالنقود قبل الرحيل النهائي، أما إذا تعاملنا معه على انه «وطن دائم» فسيبقى وطنا دائما باقيا بقاء الدهر.
>>>
في بريطانيا بلد الأنهار والأمطار طوال العام، ما ان يعلن عن تفعيل «قانون الجفاف» حال قلة الأمطار وانخفاض منسوب الأنهار حتى يلتزم الجميع بقواعد ذلك القانون الصارم الذي ينص على غرامة 5 آلاف جنيه استرليني على من يغسل سيارته او يسقي زرعه بخرطوم المياه وفي حال التكرار تضاف عقوبة السجن.
>>>
في الكويت التي لا أمطار ولا انهار فيها أي أنها في حالة «جفاف شديد دائم» يصل معدل استهلاك الفرد للمياه للأعلى في العالم اجمع دون داع أو مبرر ودون حساب أو عقاب وكأننا وطن مؤقت لا تضر عملية الإضرار به، وحتى صدور تشريعات رادعة وواجبة تحدّ من الإسراف الشديد لتلك السلعة الاستراتيجية نقترح بعض الخطوات العملية التالية والتي جربناها دون خسارة تذكر بل كسب للفرد وللوطن الذي يحرق أهم ثرواته ونقصد النفط للحصول على تلك المياه المهددة:
? أوقف عمليات غسل السيارات والأحواش يومين في الأسبوع والأسهل يوما الجمعة والسبت.
? في باقي أيام الأسبوع تستبدل عملية غسيل السيارات بالفوط ذات اليد المتوافرة في الجمعيات التعاونية والأسواق، والمختصة بإزالة الغبار بأسرع وافضل الطرق وعند الحاجة للغسيل يستخدم الجردل لا خرطوم المياه ويمتد الأمر لتنظيف الأحواش لا غسلها إلا ما ندر.
? تقليل الاستهلاك غير المبرر للمياه العذبة في الصباح عن طريق عدم فتح الدوش على أقوى دفع للمياه عندما لا تكون تحته والحال كذلك عند تنظيف الأسنان وضرورة غلق الحنفية حتى الانتهاء من التنظيف او التمضمض من كأس ماء.
>>>
آخر محطة: سيبقى الإسراف قائما ما دام المواطن والمقيم لا يدفعان ثمن استهلاكهما، والواجب بالسرعة القصوى أن تقوم وزارة الكهرباء والماء بإلزام المواطن بوضع عدادات كهرباء وان أمكن ماء على كل شقة سواء في العمارات التجارية أو الاستثمارية أو حتى البيوت السكنية ذات الشقق.
samialnesf1@hotmail.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق