دولة «العسكرتاريا» تتساقط في موسم الربيع العربي، وحتى من عاد منهم إلى السلطة في لحظة تاريخية فارقة في مصر عاد بواجهة مدنية قانونية من طراز رفيع ممثلة بالرئيس عدلي منصور وبوعود ومواعيد محددة. لكن ماذا عن العسكر العرب على وجه العموم؟ هل هم على هذه الدرجة من السوء؟ وما حقيقة صورتهم ومن قام بتشويهها؟
ينبغي الاعتراف بأن العسكر في الثكنات لا علاقة لهم بالعسكرتاريا التي اختطفت القصور الحاكمة. فالأخيرة لم تنقلب على الحكم، وقتها، بمهنيتها الخالصة أو بشرفها العسكري بل كانت ثمة فكرة سياسية (بعثية، قومية، طائفية) مخبوءة تحت القبعات وخلف النياشين (عبدالناصر، الأسد، صالح، القذافي) وكما عبثت العسكرتاريا بالقصور عبثت أيضا بالثكنات!
للمؤسسة العسكرية العربية تاريخ مجيد، فالجيوش العربية لم تقصر بواجباتها في الدفاع عن الوطن أو تصحيح الانحرافات الوطنية، فقدموا الشهداء مثلما ضربوا أمثلة رائعة بالوفاء. واليوم ـ على سبيل المثال ـ ونحن في ذروة السخط على الجيش السوري علينا أن نتذكر أن الضابط السوري يوسف العظمة واحد من أبطال العرب وقت كانت الشام في عهدة الهاشميين.
لقد تولى الضابط السوداني عبدالرحمن سوار الذهب الحكم في السودان نتيجة الانتفاضة الشعبية هناك ليعيد الحكم للسياسيين بعد سنة واحدة، كما لا ينبغي أن ننسى حكاية الضابط المصري محمد نجيب الذي رفض التنكر للديموقراطية فتنكر له رفاقه. فالعلة ليست بالمؤسسة العسكرية المنضبطة بل بالأفكار الساذجة والفوضوية التي تسللت لهذه المؤسسة لتحمل شخصا تافها مثل القذافي إلى سدة حكم دولة عريقة مثل ليبيا.
www.salahsayer.com
المصدر جريدة الانباء
قم بكتابة اول تعليق