# تعرض حسابي في “تويتر” يوم الخميس الماضي للسرقة، أو الاختراق، ومعنى ذلك أنني لم أعد قادراً على استخدامه، ولا على التواصل مع من يزيد عددهم على 43 ألف متابع من بلدان مختلفة. بل اتضح لي عبر شهور طويلة، أن لديّ متابعين ملتزمين ناقدين بذكاء وحصافة، بدليل أنني نادراً ما أجد مَن تحدث أساء، وهو ما اشتكى منه، كثيراً، بعضُ الأصدقاء الفاعلين “تويتيرياً”. وهكذا لم يحدث أن استخدمت ما يسمى الحجب أو “بلوك” بل لا أعرف كيف أستخدمه.
# ترددت كثيراً في دخول “تويتر”، ولولا ضغوط شبابية تحديداً، ربما ما كنت دخلت، فلم أكن متحمساً لزيادة أدوات الحصار التكنولوجي حول ذهني وأصابعي. والآن ها قد مضى
على ولادتي التويترية أقل من عشرين شهراً، كانت بها تجارب متنوعة، لا تقاس بالزمن، ولكن بتأثيرها وبفعلها على الأرض، بعضها مشهور وبعضها فات وطواه الزمان، ومع أنني أعمل في الصحافة منذ أكثر من 30 عاماً، إلا أنه لم يَدُر بخلدي أنه سيأتي اليوم الذي تصبح صحيفتي الخاصة مجاناً، والأهم أنها تفاعلية، هذا هو “تويتر” إذاً، إلا أنه يبدو كلما زاد حجم التفاعل والتأثير زاد طمع السارقين التكنولوجيين.
# أتردد في استخدام وصف “تغريدة”، فالتغريدة تعطي انطباعاً إيجابياً، بينما نجد الكثير من “التويتات” تحتوي على سباب وشتائم وخطاب كراهية وشحن طائفي بغيض مدمر، ولذلك أفضل استخدام “تويتة” بدلاً من تغريدة، فهي على الأقل لفظة إنجليزية لا تحمل في طياتها ذات الانطباع الإيجابي باللغة العربية.
# حجم الكذب هو قصة أخرى مزعجة في “تويتر”، وأقول الكذب الأبتر واختلاق الأحداث، وقد تعرضت للعديد من الافتراءات المنهجية، كان منها نسبة أقوال لم أقلها، أو ذكر أحداث جرت لا أعلم عنها شيئاً وغير ذلك، ولكن الجانب الآخر هو أنه صار بالإمكان الرد على أولئك الكاذبين الذين صاروا أكثر من الهم على القلب، بكبسة زر وأنت في بيتك.
# في محاولة مني لرصد الكذب على “تويتر”، أقوم بتحليل “تويتات الكذب” بشكل مستمر، وهنا اكتشفت أن التمهل في عمل ريتويت لأي خبر يصل إليك مدة ساعة مثلاً، يخفض الكذب بنسبة 80%، فتمهلوا ولا تستعجلوا في ريتويت المعلومات، فإنكم حينها تقللون من نسبة نشر الأكاذيب.
# شركة “تويتر” أعلنت قبل شهور أنه تم اختراق أو سرقة ما لا يقل عن 250 ألف حساب من حسابات “تويتر”، وها أنا قد تمت إضافتي إليهم وصرت مسروقاً. لا أعرف حقاً سبب سرقة حسابي، فربما يكون هدفها سياسياً، أو تجارياً بمعنى الاستفادة من حجم المتابعين ونوعيتهم المتميزة لبيعهم لجهة أخرى. اكتشفت من تجربتي القصيرة مع “حسابي المسروق” العالم السفلي لـ”تويتر” والذي سنتطرق إليه لاحقاً.
# الشعور الذي ينتابك عند سرقة حسابك كشعور من سُرِقت سيارته ويأتي سارقها “يشفط” فيها أمام عينيك.
#حسابي الجديد حتى نستعيد القديم بإذن الله هو
@Alnajjarghanim
المصدر جريدة الجريدة
قم بكتابة اول تعليق